كثيرة هي التحديات والصعوبات والإحباطات التي واجهتنا وتواجهنا، وسوف تواجهنا طوال السنوات القليلة القادمة، ارتفاع الأسعار وهزيمة المنتخب الوطني في كأس العالم، ليس أكثر أو آخر تلك الإحباطات، سنتعرض لإحباطات كثيرة ومتعددة قادمة لأننا نعيد بناء بلدنا بعدما خربت تماما طوال ست سنوات أعقبت أحداث 25 يناير 2011.
يجب أن نعترف بذلك دون مكابرة، فقد وصلت بلادنا إلى حافة الهاوية لا يوجد احتياطي نقدي، والسلع في طريقها للاختفاء كلية، وخزينة الدولة تكاد تكون فارغة وغير قادرة على الوفاء حتى برواتب الموظفين، داعش وأخواتها على الأبواب يخططون لتقسيم مصر بينهم وبين داعميهم من تنظيم الإخوان وحلفائه في قطر وإسطنبول.
أجهزة الشرطة تم ضربها في مقتل بهدف إخراجها من الخدمة تمامًا ولعشرات السنوات القادمة، حصار اقتصادي لم تشهد مصر له مثيلًا، تجميع للعملة الصعبة في الخارج وتحذيرات للمستثمرين من القدوم إلى مصر، تدمير شامل للقطاع السياحى عبر تفجير طائرات مصر للطيران في الداخل والخارج، محاولات ملتفة حتى الأمس القريب لتخريب الانتخابات الرئاسية بالدفع بوجوه قريبة إلى الناس ودعمها بهدف تمزيق وحدة المصريين.
كل ذلك حدث أمام أعيننا وتأثرنا به جميعا، أنشطة وقطاعات ودولة ومواطنين، ولم يكن النشاط الكروى ببعيد عن تلك التأثيرات.
شاهدنا فوضى الملاعب، وأحداث الألتراس، ومنع الجمهور من حضور المباريات وتعطيل الدوري العام، وليست أحداث استاد بورسعيد واستاد القاهرة ببعيدة.
ومع ذلك لم ييأس القائمون على النشاط الكروي في مصر ولم يأل اللاعبون جهدا، فقد وصلوا إلى نهائي إفريقيا وصعدوا إلى كأس العالم، وجاءوا في مجموعة صعبة بها فريقان من أكبر الفرق العالمية، روسيا صاحبة الأرض وأوروجواي صاحبة الـ 12 مشاركة في كأس العالم.
فماذا حدث وماذا نفعل، الكرة مكسب وخسارة، لكن بالتأكيد لا يجب أن ينسينا ذلك أننا ما زلنا نكافح لكي نعيش، لكي نمر من ثقب الإبرة، لكي نخرج من عنق الزجاجة، لكي نكتب تاريخًا جديدًا وميلادًا جديدًا لبلادنا، لذا ما زال علينا أن نتمسك بالأمل والعمل وقوة التصدي للإحباطات واستيعاب الأزمات والصبر، فهو دائمًا وأبدًا مفتاح الفرج.
ويجب أن نضع أمام أعيننا حقائق واضحة، فلم يكن حلمنا هو أن نحصل على كأس العالم في تلك الظروف أو نصعد لدور الثمانية إنما كان أقصى طموح لنا أن نصعد كأس العالم بعد 28 سنة من الغياب، وقد حدث.
حدث في الوقت الذي فشلت فيه منتخبات كبيرة كإيطاليا وهولندا من تحقيق الحلم، لذا يجب أن نفرح ونستمر في الفرح وأن نتحدى العالم بالابتسامة رغم الألم واليأس والإحباط، فليس أمامنا بديل.