تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
فاز الكاتب والروائي الكبير محمود الورداني.. بالجائزة الأولى في فرعى الرواية لكبار الكتاب مناصفة، في مسابقة ساويرس الثقافية لعام 2013 التي أعلنت منذ تفاصيلها منذ ساعات قليلة، وذلك عن روايته الأخيرة "بيت النار".
يعد الورداني من الكتاب الذين عاشوا تجربة حياتية قاسية، فمنذ أعوامه الأولى تنقل بين مهن متفرقة، اختلط فيها اليتم بالمكابدة في العمل، وبراءة الطفولة بخشونة الظروف، التي فرضت عليه وهو عيّل بذل جهد رجل في مصبغة.
ثم في محل لبيع عصير القصب، وصبي في مقهي، ثم انتقل إلى إستديو، لكنه هرب من هذا كله إلى القراءة، لتعوضه الفقدان، وتزيح متاعبه، كما هرب من تأثيرات كل هذه الآلام حين احترف الكتابة، واستعان بفنية الإبداع وحيله، ليتغلب على الأحزان، حتى لا تسقط رواياته في شرك المناحات.
وربما بدت كتابة محمود الورداني تعبيرًا جماليًا رهيفًا عن مسار السردية السبعينية في بنية الإبداع المصري، في ما يعني أننا أمام كاتب يملك رهانه الخاص على التّماس مع واقعه المحلي، والتعبير عنه، انطلاقًا إلى أفق إنساني أرحب.
وفي روايته الفائزة "بيت النار" الصادرة عن دار "ميريت" في القاهرة، يبدو الورداني مسكونًا بالسياسي، ومنغمسًا فيه، ساعيًا إلى تخليق ذلك الجدل الخلاق ما بين الأيديولوجي والفني، حيث يطل الواقع السياسي المصري في حقبتي الستينيات والسبعينيات ليمثل ذلك الزمن المرجع في الرواية، الحاوية إشارات للتحولات السياسية الثقافية في بنية المجتمع المصري، بدءًا من هزيمة الصيف السابع والستين، مرورًا بتنامي الحركة الطالبية واحتلالها المشهد في بداية السبعينات، ودفعها السادات إلى اتخاذ قرار الحرب ضد العدو الصهيوني، ووصولًا إلى انتفاضة الخبز في أحداث 18 و19 يناير 1977.
حيث باتت الكتابة لدى الورداني متعة لا تقل عن القراءة، ومسؤولية تساوي المشقات التي عاناها، وأداة لحمايته من الاكتئاب والإحباط، وفرصة للتحليق في القصة والرواية خلف أحلام أبدية، قطعت أنفاس المبدعين عبر تاريخ الإنسان.
كما يؤمن الورداني بأنه ليس هناك أدب بلا خلفية أيديولوجية، فالكاتب الذي نشر عمله الأول في ثمانينيات القرن المنصرم، والذي انتمى طيلة عمره إلى اليسار المصري، لا يرى أي موضوعية في مقولة "الأيديولوجيا في الأدب مثل الشوائب في الذهب".
وعليه فإنه لا يجد غضاضة في صياغة هذا الانحياز المشرف - على حد تعبيره - في شكل أعمال أدبية. في رصيد الورداني سبع روايات منها: "نوبة رجوع" و"رائحة البرتقال" و"الروض العاطر" و"بيت النار"، والأخيرة هي بيوغرافيا منذ الطفولة المبكرة، مرورًا بالمهن المختلفة التي عمل بها، وحتى انضمامه إلى تنظيمات سرية واعتقاله. وللورداني عدد من المجموعات القصصية، منها "السير في الحديقة ليلًا" و"الحفل الصباحي".