الدولة القوية تستمد قوتها من قوة مؤسساتها، ونحمد الله أن عادت مصر قوية، وعادت مؤسساتها أقوى من ذى قبل لتُعلن عن نفسها.. فخلال الأسبوع الماضى كُنا أمام مشهدين يؤكدان ذلك:
المشهد الأول: خلال حفل إفطار الأسرة المصرية الذى نظمته رئاسة الجمهورية يوم الثلاثاء الماضى، وقبل أن يتحدث الرئيس السيسى، دعا المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء السابق والمهندس مصطفى مدبولى رئيس الوزراء الجديد، للوقوف بجواره وهو يُلقى كلمة وليُعلن عن شُكره للقديم - حسب قوله - وليُسلم المسئولية للجديد، مشهد رائع لتسليم الراية لجيل جديد سيتحمل المسئولية خلال السنوات المقبلة، ويتم الاستعانة بالمهندس شريف إسماعيل كمُساعد لرئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية
المشهد الثانى: بعد تغيير وزيرى الدفاع والداخلية، توقفت أمام صورة للقاء الرئيس السيسى بوزير الدفاع السابق الفريق أول صدقى صبحى، ووزير الداخلية السابق مجدى عبدالغفار بحضور وزير الدفاع الجديد الفريق محمد زكى، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية الجديد، فهى صورة تعِكِس ظاهرة حضارية ممتازة يتم ترسيخها فى مصر، حيث يقوم جيل بتسليم المسئولية لجيل آخر، جيل تحمل شرف مسئولية مصر، وجيل يتقدم للأمام لنيل هذا الشرف، وتم تعيين صدقى وعبدالغفار مساعدين للرئيس.
وفى ظل تراجع سيادة بعض الدول على أراضيها، وغياب دور مؤسسات هذه الدول وضعفها، نجدُنا ننظر إلى مصر وهى تعافت ومعها مؤسساتها، فى هذه النقطة لا يمكن إغفال الدور الكبير للمؤسسة التشريعية، والتى عادت قوية وتُمثل جميع طوائف الشعب، فقد حققت المؤسسة التشريعية (مجلس النواب) الكثير من النجاحات المُلفتة للنظر وأجبرت الحكومة على احترامها، وقام بدور كبير فى خروج عدد من القوانين المُكملة للدستور للنور، حتى وصلنا إلى مشهد حلف رئيس الجمهورية اليمين الدستورية أمام مجلس النواب طبقًا للدستور.
وسيظل الأزهر الشريف نبراسًا للعلم، وقلعة كبرى نفتخر بها جميعًا، وعاد الدور الكبير للمؤسسة الدينية الكبرى وبالتبعية عاد دور دار الإفتاء ووزارة الأوقاف، ونسج الأزهر والإفتاء والأوقاف خيوطًا جديدة نحو تجديد الخطاب الدينى والتصدى للتطرف بكل أشكاله، وأصبح الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قائدًا لشعاع النور الذى يُنير الطريق أمامنا جميعًا لمواجهة المُتاجرين بالدين، وعاد الأزهر رمزًا للعِلِم والتسامح والاعتدال الدينى ووسطية الإسلام، يُطلِق تأثيراته على كل الدول الإسلامية، وأصبح قداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المُرقسية مُشاركًا فى جميع المحافل الوطنية التى تؤكد على وحدة البلاد وتنامى العلاقة بين عنصرى الأُمة.
رئاسة الوزراء ووزارتى الدفاع والداخلية ومجلس النواب والأزهر والكنيسة من أهم المؤسسات التى ساعدت على تثبيت الدولة المصرية، وقوتهم من قوة الدولة، وهو ما يحرص عليه الرئيس السيسى، واستقرارهم عُنصر أساسى لكى تنِعم مصر بالاستقرار وهذا ما نتمناه.