كل التهانى للحكومة الجديدة بقيادة معالى رئيس الوزراء المحترم الدكتور مصطفى مدبولى ورفاقه، سواء الجدد منهم أو القدامى.
تلك الحكومة التى يأتي تشكيلها فى وقت بالغ الدقة من تاريخ مصر، تعانى فيه البلاد معاناة شديدة من جراء إجراءات اقتصادية صعبة لكنها ضرورية لإنجاز مرحلة إعادة بناء الدولة التى مزقتها ثورتان متتاليتان دفع فيها المصريون الكثير من دمهم ومستقبل أبنائهم.
وقت عصيب تواجهه تلك الحكومة التى تحتاج منا إلى كل الدعم والتكاتف فى سبيل اجتياز تلك المرحلة.
نعلم أن الدين الخارجى ارتفع إلى أرقام غير مسبوقة، وبالطبع ارتفعت فوائد خدمته إلى أرقام فلكية تنوء بها الموازنة العامة للدولة، نعلم أيضا أن الدعم يأكل من الموازنة العامة أكثر من النصف على الرغم من تحريك أسعار الكهرباء والطاقة، نعلم أيضا أن أمامنا قرارات صعبة أخرى، كثيرة وكبيرة، يجب علينا اتخاذها إذا أردنا البقاء كأمة وكبلد.
نعلم أننا نحمل أوزار سنوات عديدة مضت كانت فيها أيادي الحكومات المتعاقبة مرتعشة، منذ انتفاضة يناير ١٩٧٧ التى دفعت الرئيس الراحل أنور السادات إلى التراجع عن قرار البدء فى الإصلاح الاقتصادى وحتى قرر البعض أن يقوم بفعل التخريب المتعمد للبلاد طوال عام كامل من حكم الإخوان.
ولكننا نعلم أيضا أننا لا نكف عن البناء كل يوم، والتصدى للإرهاب فى ذات الوقت، الذى يحصد من شهدائنا أرواحا جديدة كل مساء، يقدمونها بنفوس راضية، لكى تستمر تلك الأمة صامدة، مرفوعة الرأس.
يد تبنى ويد تحمل السلاح، هذا هو قدرنا، ونحن مستعدون له، وواثقون من نصر الله، الذى سبق ونصرنا فى مواقع كثيرة.
وطن كاد أن ينهار بفعل فاعل، ولكن يد الله كانت فوق أيديهم وأنقذتنا.
نعم بدأنا الخروج من عنق الزجاجة، ووصلنا إلى مربع الأمان لكن أحدا من الذين أرادوا تركيعنا لن يسكت سيستمرون فى محاولاتهم، لذا فالحرص واجب والتكاتف مطلوب ووحدة الأمة هى واجب اللحظة.
حكومة جديدة، وأمل جديد، وأسماء جديدة، كل التقدير والاحترام لهم ولكل من سبقهم فى خدمة مصرنا العزيزة فى أحلك اللحظات. وكل الآمال معقودة عليهم أن يستكملوا البناء لنعبر بر الأمان نحو مصر المدنية الديمقراطية الحديثة.