السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مصر اليوم في عيد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يهل علينا عيد الفطر المبارك وسط أجواءٍ إيجابية غير مسبوقة خلال الأعوام الأخيرة؛ فقد سبق هذا العيد أداء الرئيس عبدالفتاح السيسى لليمين الدستورية لولاية جديدة أمام مجلس النواب المصرى فى مشهد لم نره منذ 13 عامًا كاملة، وتعهد الرئيس فى كلمته بأن تكون ولايته الثانية لبناء الإنسان المصرى بعدما استطاع فى الولاية الأولى أن يستعيد الدولة المصرية ويعيد بناء مؤسساتها ويبدأ برنامجًا تنمويًا طموحًا فى مختلف المجالات.
ويتوافق مع الفترة الرئاسية الجديدة تغييرات مهمة فى حياة الناس فى بر مصر، فثمة حكومة جديدة بتكليفات جديدة أولها مواجهة تحديات بناء الإنسان المصرى الذى تعرضت هويته وقيمه وأخلاقياته وتوازنه ورصانته للتآكل فى سنوات الانفلات والضياع السبع الماضية، وعلى الحكومة الجديدة أن تعيد لمنظومة الإنسان المصرى رونقها وبريقها ولمعانها وقدرتها على العمل والإنجاز، على الحكومة أن تنشر ثقافة العمل بين المصريين انطلاقًا من أن العمل هو الطاقة التى ستدفع قاطرة الوطن فى مجالات الاقتصاد والزراعة والصناعة والاستثمار العقارى وغيرها إلى الأمام.
إن ثقافة العمل هى التى يمكن أن تعمل على زيادة الإنتاج وزيادة معدلات التصدير وإقبال المستثمرين على الاستثمار فى بلد يؤمن أبناؤه بثقافة العمل ويتقاضون مرتبات معقولة غير مبالغ فيها، وهو ما سيؤدى إلى زيادة الدخل القومى ويعيننا على تسديد ديوننا ويعمل على زيادة قيمة عُملتنا.
إننى أُصاب بالإحباط عندما أرى آلاف الشباب يجلسون على المقاهى ويقفون على قارعة الطريق لمعاكسة الفتيات طوال الليل ولا ينامون سوى فى الساعات المتأخرة من الليل دون أن يقوموا بعملٍ مفيد، وحتى إن عُرض عليهم عمل من أصحاب بعض المصانع - كما قال بعضهم لي- فإنهم لا يقوون على العمل سوى أيام قليلة ليعودوا إلى أحضان الكسل ومقاعد المقاهى طوال الليل.
إن الحكومة الجديدة يجب أن يكون على رأس أولوياتها فى بناء الإنسان المصرى إعادة بناء الشباب المصرى ووضعه على الطريق الصحيح من خلال تنظيم برامج مجانية للتأهيل والتدريب وتوفير فرص عمل جيدة لأن زيادة معدل البطالة بين الشباب يجعلنا فى قلب مجتمع المخاطر الذى لن يستقيم مادام الشباب عُرضة للاستغلال من قِبَل المتطرفين والإرهابيين والجماعات التى لا تريد الخير لمصر، وتريد أن تضرب الوطن فى أعز ما يملك وهو شبابه.
ولعل قانون الإدارة المحلية والذى يجعل المحافظين الجدد بمثابة رئيس الجمهورية كلٌ فى محافظته يستطيعون أن يستوعبوا هذه الطاقة الشبابية فى تطوير محافظاتهم من خلال مشروعات تنموية محلية تعمل على الارتقاء بمحافظاتهم من جهة، وتعمل على توفير فرص عمل لهؤلاء الشباب من جهة أخرى.
والأمر الثانى الذى يجب أن تقوم به الحكومة والمحافظون هو مواجهة غول الأسعار الذى يلتهم الجنيهات القليلة المتبقية فى جيوب المواطنين بعد تسديد الفواتير الشهرية، إن التجار ينتهزون الفرصة لزيادة الأسعار بشكلٍ غير مبرر، حتى أننا اعتدنا على زيادة أسعار اللحوم والخضراوات والفاكهة والأسماك خلال شهر رمضان رغم أنه لا يوجد أى مبرر لذلك، لذا ينبغى تشديد الرقابة على الأسواق، واعتبار أى قضية للتلاعب بالأسعار قضية أمن دولة، حتى يكون ذلك رادعًا لمعدومى الضمير الذين يتلاعبون بقوت الشعب.
يملؤنى التفاؤل مع نسمات عيد الفطر المبارك أن مصر بخير، وأن القادم أفضل.. كل سنة وأنت طيب يا ريس وكل سنة ومصر والمصريين جميعًا بخير.