الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"مرآة الإسلام".. عين "طه حسين" على الجزيرة العربية

طه حسين
طه حسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهر رمضان الكريم فرصة ثمينة ليتفرغ فيها المسلم لقراءة القرآن، إضافة لزيادة حصيلة معرفته من خلال الكتب، لا سيما التي تحمل بين طياتها مخزونا قيما من الأفكار الهادفة وتوسيعا لدائرة معرفة المسلم في دينه ودنياه

وتقدم "البوابة نيوز"، وجبة ثقافية لبعض من الكتب القيمة ومنها كتاب "مرآة الإسلام"، لعميد الأدب العربي طه حسين، والذي يناقش فيه طه حسين، حياة العرب قبل ظهور الإسلام ثم ظهوره ودعوة النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم إلى التفرق والانقسام الذي حدث بين صفوف المسلمين من خلال 4 أفكار رئيسية وهي حياة العرب قبل الإسلام والتغيرات التي طرأت عليها بعد ظهور الإسلام ومعاناة الرسول والصحابة في نشر الدعوة حتى استقرت لهم الأمور وصولا إلى وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

كما يتناول معجزة القرآن باعتبارها الأصل الأول من أصول الدين آخذا في الاعتبار كونه كلاما لم يسمع العرب مثله قبل أن يتلوه النبي على أسماعهم، ثم السنة باعتبارها الأصل الثاني من أصول الإسلام بعد القرآن وهى ما للنبي من قول وعمل وخلاصة رسالته ودعوته لله.

ويتطرق عميد الأدب العربي في كتابه "مرآة الإسلام"، إلى المراحل التي مرت بها الدعوة الجديدة منذ بزوغها حتى استطاع النبي بناء دولته بالمدينة وعهد خليفتيه أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، موضحا أن الأمور ساءت كثيرًا بعدهما؛ فكانت فتنة مقتل عثمان عفان كالشرارة التي أحرقت الأخضر واليابس.

وبدأ طه حسين بتحليل الأحداث الكبرى والفتن والثورات ليجد أسبابا منطقية من وجهة نظره حيث يبين أن ثورتي "الزنج" و"القرامطة"، اللتين كادتا أن تعصفا بالجزيرة العربية لأسباب اجتماعية واقتصادية خطيرة وذلك حين حاولت الخروج على النظام السياسي والاجتماعي وتحقيق العدل في الأرض التي أفسدها الجور والظلم، لكن جهدها في النهاية كان ضائعا، لأنها ما إن انتهت من تقليم الأظافر الظالمة للعباسيين حتى أسست لظلم جديد على يديها، فأصبح الذين يحاولون إزالة الظلم وإقرار العدل أنصارا للظلم وأعداء للعدل.

ويشير طه حسين إلى أن عزلة الأمة العربية، كما يقول البعض يعد من السخف ولا ينبغي أن يقبل أو يطمأن إليه، وكل ما في الأمر أن قلب الجزيرة العربية وشمالها لم يخضعا لسلطان أمة متحضرة وإنما خلّى بينهما وبين الحياة الحرة يحياها أهلها كما يريدون أو كما يستطيعون، فعاشوا عيشتهم تلك الغليظة الجافية ولم تصل إليهم الحضارة وإنما وصلت إليهم أطراف منها، وفهموا بعضها وقصروا عن فهم بعضها الآخر، فسيطرت عليهم جاهليتهم بكل ما فيها من الآثام والشرور والمنكرات، حتى جاء لهم الإسلام فصنع لهم تاريخا وحضارة فاخروا بها الأمم.