تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
لعلها السابقة الأولى فى العالم وفى تاريخ العلاقات الدولية أن يطلب رئيس دولة من المسئول الأول بدولة أخرى أن يقسم بالله سبحانه وتعالى على الهواء مباشرة، وفى مؤتمر صحفى مشترك أن بلاده لن تقوم بأى عمل يضر شعب الدولة الأخرى ويكرر هذا القسم أمام العالم أجمع.
• فالقسم الذى أعلنه آبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارته الأولى لمصر بعد أن تولى رئاسة الوزراء بإثيوبيا كان بمثابة رساله اطمئنان من إثيوبيا إلى شعب مصر.
• فالرئيس عبدالفتاح السيسى لم يطلب هذا المطلب من رئيس الوزراء الإثيوبى السابق ولكنه طلب من آبى أحمد باعتباره أول مسلم يتولى رئاسة الوزراء بإثيوبيا على مدار تاريخها، ولعلمه المؤكد أن رئيس وزراء إثيوبيا لن يتردد فى أداء هذا القسم ولأن عقيدة المسلم الحق إذا أقسم بالله لا يمكن أن يحنث بالقسم على الإطلاق.
• فرغم الاتفاقات المصرية الإثيوبية ومحاضر الاجتماعات الرسمية على مدار السنوات الماضية المتعلقة بسد النهضة والتعهدات الإثيوبية بعدم الإضرار بحصة مصر وشعبها من مياه النيل إلا أن هذا القسم الإثيوبى من المسئول الأول يمثل أقوى وأهم وثيقة إثيوبية تؤكد أن إثيوبيا لن تضر بمياه النيل لمصر وشعبها.
• فالرئيس عبدالفتاح السيسى يعلم ويدرك جيدًا شخصية رئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد، وأن هذا الرجل صادق القول والعمل وأن هذا القسم الإثيوبى من الوثائق المكتوبة بين الدولتين خاصة أن رئيس الوزراء الإثيوبى السابق تهرب من تنفيذ بعض الالتزامات والتعهدات.
• ومن المعروف أن رئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد عمل من قبل وزيرًا فى حكومات إثيوبية ولعب دورًا أساسيًا فى تأسيس وكالة الاستثمارات الإثيوبية مما يجعل لديه القدرة على تقييم الأمور جيدًا ومعرفة الأوراق التى قد تستخدمها مصر ضد إثيوبيا فى حال الإخلال بأى تعهدات بما فى ذلك القسم الإثيوبى.
• وبالتأكيد فإن البعض يلجأ إلى التشكيك فى جدية هذا القسم الإثيوبى من جانب رئيس الوزراء آبى أحمد وأنه اضطر لذلك مجاملة للرئيس عبدالفتاح السيسى عندما طلب منه ذلك، وهؤلاء عليهم التريث قليلًا فى إثارة هذه الشكوك حول القسم الإثيوبى قبل التأكد من الممارسات العملية الإثيوبية لهذا القسم والتوقف عن إثارة المشاكل بين مصر وإثيوبيا.
• وبالتأكيد أيضًا فإن مؤسسات الدولة المصرية وفريق العمل المصرى المكلف بملف أزمة سد النهضة لن يعتمد على هذا القسم، وكما يقول المثل المصرى «يحطوا فى بطنهم بطيخة صيفى» ولكن فريق العمل لديه مهام وتكليفات محددة لترجمة هذا القسم الإثيوبى إلى ممارسات ميدانية وفنية تحقق الأمان لشعب مصر.
• ورئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد الذى أقسم بالله أنه لن يضر شعب مصر وجه صفعة قوية إلى مسئولين عرب ومسلمين يقسمون فى اليوم مائة مرة بأن يلحقوا الضرر بشعب مصر وفى مقدمتهم أمير الإرهاب القطرى تميم بن حمد، وأيضا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مما يكشف الفارق الكبير بين الإثيوبى آبى أحمد وبين هؤلاء الأشرار.
• ويكفى أن غالبية شعب مصر قد شعر بالارتياح والاطمئنان للقسم الإثيوبى، وأن هذا الرجل صادق فى قسمه الذى أعلنه أمام العالم أجمع بل قدم لمصر وثيقة نادرة الحدوث فى حال أى تراجع إثيوبى سوف ندعم الموقف المصرى العادل فى حال اللجوء للتحكيم الدولى وسيكون هذا القسم شاهدًا قويًا لايمكن التشكيك فيه من قريب أو بعيد.
• فالرئيس عبدالفتاح السيسى قدم درسًا بليغًا وذكيًا للحاكم الذى يحافظ على حقوق شعبه العادلة والمشروعة باستخدام كل الوسائل والآليات للحفاظ على هذه الحقوق خاصة أن هذا التصرف من الرئيس السيسى كان وحى اللحظة وإلهام من الله سبحانه وتعالى ولم يكن مخططًا له مسبقًا.
• فالرئيس السيسى الذى أدى اليمين الدستورية فى بدء ولايته الثانية أمام مجلس النواب منذ أسابيع قليلة وقال مخاطبًا شعب مصر «والله إنه لقسم لو تعلمون عظيم»، وأيضًا القسم الذى أداه وأعلنه رئيس وزراء إثيوبيا أمام شعب مصر وإثيوبيا وأمام العالم أيضًا قسم لو تعلمون عظيم صدر من رجل يقدر مدى عظمة هذا القسم.