الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

في بيتنا رمضان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رمضان يطل كل عام، كيف تستقبله العائلات داخل البيوت وحراكًا بالشوارع، ما الذى تعده الدولة ومؤسساتها، والقطاع الخاص، والمجتمع المدنى فى أكثر من مجال اقتصادى وثقافى وفنى ومجتمعى بما يتلاءم مع عادات وتقاليد وطقوس، والتزامات هذا الشهر الدينية الروحية، هل من متغيرات طرأت أثرت على علاقتنا أفرادًا ومجتمعات بهذا الشهر.
انشغالًا بكل تلك الأسئلة جرت ندوة ولقاء باحثين ومهتمين أعده بمقره المجلس الأعلى للثقافة ورئاسة الدكتور سعيد المصري، تمركزت محاور اللقاء بالخصوص داخل البيت المصرى وحوله، فالورقات التى أدار تقديمها د. أحمد زايد حوصلت ممارسات تراثية معنوية ومادية للإعداد العائلى للشهر الكريم، وما تتلقاه العائلة أمام الشاشة من دراما وإعلانات، وما تعيشه من مشكلات اقتصادية تتمثل فى تجاوز المواد الخاصة برمضان لسقف الأسعار المعتادة فى غيره من الأشهر، كما وعادات مستحدثة شكلت متغيرًا مجتمعيًا له سلبياته على رأسها فقد الدفء العائلي.
الأسرة عندنا بها قدر عال من المرونة وقابلة لهضم المتغيرات، والأسرة فى المجتمعات الغربية المتطورة فقدت وجودها فمنذ الستينيات حصل تمرد على النظم الاجتماعية.. هكذا أستهلت الباحثة الدكتورة علياء شكرى ندوة «رمضان فى البيت المصرى» مستهجنة ما طرأ مؤخرًا مما أسمته «العزايم فى القهاوى والأتيليه»، وهجر لطاولة «الإفطار» كما «السحور» داخل البيت ورفقة العائلة، مستعيدة ذاكرتها كون العزايم كانت تتم عقب الإفطار البيتى إذ يلتقى الرفاق والأصحاب، وقد فسرت الدكتورة نوال المسيرى فى ورقتها التالية ما حصل من غياب الدفء وحميمة اجتماع العائلة بأنه حالة «شبع» تُفرغ رمضان من مضمونه الاجتماعى فى التقاء العائلة، وأعتبرت أن زخم الدراما لهذا العام كفيل بأن يجمع العائلة فرجة واجتماعًا، ورأت أن بعض الأعمال الدرامية أصابت هدفها لافتة الانتباه إلى التناول الجيد لمسألة الانتقام والثأر من أجل إيقافها بحلول تنحاز للقانون عدلًا وحفظًا للدم، كما وطالبت الباحثة «المسيري» بعملية تقييم وقياس جدوى لإعلانات تزدحم بها القنوات ما أسمته «نظام الإحسان» الذى يوظف فيه المستثمرون هذا الشهر لطلب الصدقات والزكاة لمشاريعهم!.
وكنت شاركت بمداخلة عرجتُ فيها على ما نتقاسمه كعرب داخل بيوتنا من تشابه لعادات وتقاليد وطقوس هذا الشهر، وإن تنوعت التفاصيل الاحتفائية بيننا مأكلا ومشربا، كما غلاء الأسعار المُناسباتى واجتماع العائلة الذى ظل على قواعده ثابتًا فى ليبيا إفطارًا وسحورًا، وأيضًا الممارسات التراثية ما عرض لها الدكتور خالد أبوالليل، والدكتور سيد فارس القادم من بنى سويف، فالغناء الاحتفائى بالشهر، وتقديم السيرة الهلالية وتوظيفها فى ليالى الشهر كانت فى بعض واحاتنا تزجية لساعات رمضان الممتدة من الإفطار إلى السحور، أما المسحراتى فهو شخصية حاضرة ولها قيمتها فى أزمان مضت، وأتذكر أنى فى دراستى لموروث واحة (براك - جنوب ليبيا) حفظ الرواة مسحراتى زمنهم وكان كفيفًا لكنه يشق أحياء الواحة زنقة زنقة بطبلته يضرب مناديًا أن حيا على السحور.
وأضاف المتغيرات هى مشتركنا أيضًا، تمر دولنا بتحولات كبرى ويطلع جيل تحوطهُ أحداث سياسية واقتصادية تتماس مع ما يجرى فى العالم، رمضان الذى فيه تحبس وتصفد الشياطين والعفاريت حسب المفاهيم الشعبية صارت شياطين التطرف والإرهاب تحوطنا فيه وبغيره من الأشهر، فكيف نحصن بيوتنًا وأبناءنا بإسلام وسطي، يكون شهر رمضان بدروسه فرصة فعلية لذلك.