الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الفراعنة على أرض الروس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أيام قليلة وقد يراها البعض مجرد ساعات وينطلق الحدث الأبرز على مستوى العالم، وهو بطولة كأس العالم لكرة القدم، تأتى البطولة هذه المرة وبها ملامح جديدة تهم المصريين بشكل خاص، أولها بالطبع مشاركة منتخب الفراعنة فى هذا الحدث الكبير بعد طويل غياب، والملمح الآخر هو أن الدولة التى تستضيف الحدث هى روسيا، فالعلاقة بين الشعبين المصرى والروسى طويلة ومؤثرة، فالمصريون يتذكرون بتقدير بالغ الأدوار المهمة لروسيا «الاتحاد السوفيتى السابق» فى مصر وأهمها بالطبع السد العالى وحائط الصواريخ وركائز القطاع العام.
كان من السهل على الفلاح المصرى فى المنوفية مثلًا أن يتابع طائرات الرش التى يقودها بلغاريون وهم يكافحون معنا دودة القطن، شهدت ذلك بنفسى بداية السبعينيات وقت تهجيرنا من الإسماعيلية بسبب الحرب، وبعيدًا عن التقسيمات الأيدولوجية يرى المتابع ارتياحًا بين صفوف الشعب المصرى للدولة الروسية على عكس التوجس الذى يصيبنا إذا ذكرنا اسم أمريكا.
الفراعنة على أرض الروس حكاية مختلفة، فحتى هذه اللحظة لم تشهد مصر إجماعًا سوى الإجماع على ضرورة دعم المنتخب الوطنى لكرة القدم، لم يأت ذلك الإجماع من باب التسلية الكروية، ولكن لفهم الجمهور معنى رفع العلم المصرى فى ذلك المحفل الدولى الذى يتابعه سكان المعمورة، العلم المصرى ليس قطعة من قماش لها ثلاثة ألوان ونسر، ولكنه عنوان ومؤشر على طموح أكثر من مائة مليون مصري، يجتهدون نحو اللحاق بركب التقدم والمدنية واستعادة حضارتهم التى تهددت فى سنوات عجاف مضت.
لذلك لم يكن غريبًا تلك المظاهرة الإنسانية الحاشدة على وسائل التواصل الاجتماعى دعمًا لنجم المنتخب الأبرز الكابتن محمد صلاح عندما مسه الضرر فى المباراة الأخيرة له، ولم يستغرب المتابعون خلو الشوارع من المارة وقت إذاعة المباريات الودية للمنتخب فى التمهيد للحدث الكبير القادم وهو المشاركة الرسمية فى كأس العالم بموسكو، فالحكاية أعمق من لاعبين وكرة وشبكة، الحكاية هى اسم هذه البلد ومكانها بين الأمم حتى لو كان فى كرة القدم ناهيك عن المتعة الفنية التى يقدمها الموهوبون فى اللعبة.
هى ساعات متبقية وتنطلق الصافرة ليتابع الناس مجهود سنوات من التحضير والعرق والجهد، لأن الاحتراف الذى لمس لعبة كرة القدم جعل منها صناعة مهمة وهنا نقول مع القائلين بمصر إنه من الممكن أن تكون مشاركتنا فى كأس العالم هى بداية جادة لحرث الأرض بمصر واكتشاف العشرات من هم على قدر موهبة وجدية الفتى الذى بات رمزًا واسمه محمد صلاح، البلد التى أنجبت جمال حمدان ونجيب محفوظ وأم كلثوم قادرة فى مجال رياضة كرة القدم على أن ترعى عشرات بل ومئات المواهب فى مختلف المجالات، فقط الالتزام بالبديهى فى ذلك الطريق والبديهى هو الجدية والموهبة وضرب الفساد والمحسوبية فى مقتل، أى باختصار نمنح أهل الخبرة فرصتهم ليتوارى عن المشهد أهل الثقة، ليس فى كرة القدم وحدها ولكن فى كل المجالات، لنحتفل من قلوبنا بالعلم المصرى مرفرفًا فى كل ساحات العالم.