الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حينما يتحول "المرار" لـ"انتصار"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقب نكسة ١٩٦٧، لم يكن للمصريين هدف سوى عودة أرض سيناء الضائعة، الجزء الغالى من أرض مصر، وظل المصريون لمُدة 6 سنوات يبكون بدلًا من الدموع دمًا، ويُعانون من الألم، ويعيشون مرارة انكسار أُمة جريحة، كان كل هدفُنا هو (عودة أرضنا) تحملنا وكُنا نتقاسم لُقمة العيش معًا، لم نشتكِ، ولَم تخرُج منا كلمة واحدة عن مُعاناة اقتصادية، بل كُنا نتباهى ونتفاخر بأننا (هنحارِب)، كُنا نعلم أن ميزانية الدولة كامِلةً تذهب لإعداد الدولة للحرب، اسِتحِمِلنا وقُلنا: الأهم عودة «سيناء» لينا.. وبِفضل قدرة الشعب المصرى على التحمُل، تحولت دموع الهزيمة إلى دموع الانتصار، وتحولت الآلام والأوجاع إلى فخر وعِزة، وتحولت المرارة والانكسار إلى شرف وكبرياء، وارتفعت هاماتُنا خفاقة يوم العبور العظيم فى أكتوبر ١٩٧٣. 
كان درسًا قاسيًا لشعب صامد وجيش صلب، خرجنا منهُ ونحن مؤمنون بضرورة التلاحُم والتكاتف لِنُصرة مصر ورِفعتها من أجل عودة الأرض، والآن ونحن نمُر بنفس الظروف تقريبًا، فقد كانت مصر على شفا الانقسام والضياع على يد جماعة إرهابية خائنة، والتحديات لا حصر لها، والمخاطر من كل اتجاه، والمٰخططات التى تستهدف مصر لا تنتهى بل تزيد يومًا بعد يوم.. حاولوا يُسقطوا مصر بالإرهاب والفتنة الطائفية لكنهم فشلوا، واستهدفوا الجيش والشرطة والقضاء لكنهم فشلوا أيضًا، ومازالوا يحاولون التضييق على اقتصادنا وسيفشلون بإذن الله.
وخلال الأربع سنوات الماضية حاول المُغرضون الإخوان هدم الدولة، كنزوا الدولار وتاجروا فيه ليُحدِثوا أزمة فى البلاد، وتلاعبوا بالسِلع الأساسية، سمِمِوا عقول المواطنين الغلابة وحرضوهم ضد الدولة، لكن قُدرة المصريين على فرز الغث من السمين فاقت حدود المُتوقع، وفشلت كل محاولات خونة الإخوان، وتصدينا لجميع المُخططات ونجحنا عن جدارة، لكنهم لا يُرضيهُم نجاحنا، يريدون إفشالنا.
والآن علينا أن نعرف جيدًا أن حربنا ضد الإرهاب لم تنتهِ، واستهداف الدولة مازال قائمًا، ولابد لنا جميعًا أن نستمر فى تحمُلنا للظروف الصعبة التى نعلمُها جميعًا، فَكُل دول المنطقة تعانى من الأوضاع غير المُستقرة وبالتالى تؤثر على الأوضاع الاقتصادية.
ونحن فى مصر قررنا القيام بإصلاحات اقتصادية تخوفنا منها منذ ٤٠ عامًا، كُنا نطالب بها، خُوضنا التجرُبة بشجاعة نُحسد عليها، فى هذه الأثناء أتذكر ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، كانت آمالنا وأحلامنا تتلخص فى التخلُّص من حُكم المُرشد ورِفاقه، ولم تكُن مطالبنا أسعار ولا غلاء ولا سِلع ولا زيت ولا سُكر ولا تذكرة مترو ولا كيلو لحمة، وكان كُل همُنا هو (مصر)، وها نحن الآن فى مُفترق طُرُق علينا أن نعى الدرس جيدًا، ونُدرك أن مصر تسير فى اتجاه إصلاح اقتصادى لابد منه، وهذا يحتاج مِنَّا للصبر وقوة التحمُل، ولا يمكن تحقيقه إلا بشعب عظيم تعود على «تحمُل المرار» لـِ«يذوق الانتصار».