تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
نتفق بأن هناك جهودًا واضحة ومؤكدة من أجل تنمية البلد.. وتقوية عناصرها المختلفة.. وفى الواقع نلاحظ أن التنمية شاملة وعادلة من حيث النوع وأيضًا مكان الانطلاق.. ونلاحظ أيضا بأن نوع التنمية يشمل حياة البلد والمواطن.. وأيضًا إيمانًا عامًا بأن تقوية البلد أمر ضروري ومهم.
من أهم الملاحظات أن الدولة تنفق المليارات من أجل علاج الناس من الأمراض، وعلاج البلد مما أصابها.. وتلك ضرورة يقابله الموت للبلد أو للمواطن. إذ أن العلاجات المختلفة التى تقدمها الدولة للبلد أو للمواطن تأتى إنقاذا من الموت وليس لاستمرار الحياة بشكل عام.
هذه مرحلة نعيشها وتستنزف كل الطاقات المالية والبشرية.. وأمام الرئيس السيسى الفرصة فى ولايته الثانية بأن ينفذ خطة ردم الحفرة.. مع الاستمرار فى خطة علاج ضحاياها.
بمعنى أدق.. نعالج مرضى فيروس سى.. وفى نفس الوقت نعمل على منع الأسباب التى تعمل على انتشاره، بتوفير مياه صالحة للشرب وأيضًا صرف صحى آمن، وتوفير مياه صالحة للزراعة بعيدًا عن مياه المجارى... وهنا نردم الحفرة نفسها لا نتركها ونقيم بجوارها مستشفى لضحاياها.
عندنا انفلات فى عمليه الأمان الاقتصادى.. وأسواقنا تعيش فوضى بعد سيطرة الغش على معظم التعاملات والمنتجات المعروضة، وهذا الأمر يستنزف ميزانيات البيوت وتهدد حياتها.. لك أن تتصور قطع غيار مغشوشة لعلاج الأعطال فى الأجهزة أو السيارات أو غيرها من أدوات الإنتاج.. وبلغ الأمر بوصول الغش إلى دعامات القلب وأصبح فيها الصينى والمغشوش مرورًا بالدواء.
والحفرة المطلوب ردمها هنا.. هى ضبط عملية الاستيراد من المنبع.. ولو منعرفش ندرس تجارب الدول فى المحافظة على سلامة أسواقها.. وكيف أمكنها ذلك من المنبع، وليس الانتظار إلى أن تصل الشحنات الفاسدة إلى المنافذ ثم نتركها تتسرب للأسواق بحماية الفاسدين ثم نطلق رجال الرقابة للبحث عنها.
ردم الحفرة هى خطة إصلاح للمستقبل تصوروا معى.. التضييق على المستوردين للمبيدات المستخدمة فى الزراعة ومنع الإفراط فى استخدامها كحماية للمستهلك.. وبدلًا من إنفاق المليارات على علاج السرطان كما يحدث الآن سواء من جيب الناس أو الدولة.. ولو ردمنا الحفرة، وهو ما يجب أن نعمل عليه الآن، لساهمنا فى خلق جيل يتمتع بالصحة ليشارك فى البناء والتنمية.. وبالتالى توجه المليارات المنصرفة على العلاج للمساندة فى نوع من التنمية.
مشاكلنا متنوعة وعميقة ومتفرعة ومن الصعب أن يتم حلها من مقال أو حتى جهود لوزارة أو أخرى.. الضرورة هنا تحتاج إلى خطة ردم الحفرة فى كل مشاكلنا التى تستنزف كل مواردنا تقريبا، عندنا مشاكل فى الجهاز الإدارى.. استخدام المياه.. المؤسسات الخاسرة بالمليارات والدولة تخاف من مجرد التفكير فى حلول خوفًا من العمالة.
لدينا مشاكل فى كل أوجه الحياة.. ولدينا رغبة بالحل.. وعلينا ألا نكتفى بعلاج ضحايا الحفرة.. بل للضرورة يجب أن نبدأ فى ردمها الآن.. فالتأخير يضر.. وتجفيف مصادر الشر أشبه بتجفيف مصادر تجنيد الإرهاب والتمويل.. وفى النهاية يموت الإرهاب وأيضًا الأمراض.