الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

"الديانات السماوية ضد تهويد القدس ومقدساتها".. ورشة عمل في رام الله

ورشة عمل في رام الله
ورشة عمل في رام الله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات بالتعاون مع مكتب تمثيل منظمة التعاون الإسلامي لدى دولة فلسطين، ورشة عمل بعنوان "الديانات السماوية ضد تهويد القدس ومقدساتها" في مدينة رام الله، بحضور لفيف من رجال الدين الإسلامي والمسيحي والسامري، وعدد من الشخصيات الوطنية والاعتبارية. 
وجاءت الورشة في إطار التأكيد على رفض نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، والدعوة إلى الالتزام بالوضع القانوني والدولي لمدينة القدس، والجزء الشرقي منها باعتباره عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، وفي إطار التحذير مما يجري حاليًا في المدينة المقدسة من انتهاكات جسيمة تشمل كافة مناحي الحياة فيها، بشكل يتنافي مع القانون الدولي، ويتعارض مع رغبة المجتمع الدولي الرافض للاعتراف بالقرار الأمريكي.
وفي البداية أكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى، على أن القدس كانت وما زالت أبرز قضايا المنظمة، لا سيما في الأوقات الحرجة التي تمر بها عاصمتنا القدس والهجوم الإسرائيلي الأمريكي لتهويدها واعتبارها عاصمة لإسرائيل، واليوم يقف الجميع وقفة مقدسة إسلامية مسيحية سامرية في وجه من هود قدسنا ومنحها لعدو غريب عنها عنوة.
وألقى ممثل منظمة التعاون الإسلامي لدى دولة فلسطين السفير أحمد الرويضي، كلمةً نيابة عن الأمين العام للمنظمة يوسف بن أحمد العثيمين، مشيرًا إلى أن هذه الورشة تعقد على مقربة من القدس لإطلاق صوت رجال الدين نصرة للقدس ومقدساتها، والتأكيد على أنها العاصمة الأبدية لفلسطين، كذلك لإبراز التحديات وترسيخ المسؤولية المشتركة، فالقدس هي القضية المركزية لمنظمتنا، مثمنا إرادة شعبنا وتمسكه بحقوقه ومدافعته عن أرضه، فهو جسد نموذجا للتحدي والإرادة الوطنية الصلبة.
وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية، الرئيس المسلم للهيئة الإسلامية المسيحية سماحة الشيخ محمد حسين، إن القدس كانت وستبقى العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية، وهي مدينة مقدسة بقرار رباني، وكل ما تتخذه إسرائيل وأمريكا من قرارات وإجراءات هو اعتداء على شعبنا والأمة العربية بمسلميها ومسيحييها والشرعية الدولية، فكل عباداتنا وصلاتنا ترتبط بالقدس ومن يسعى لهدم التاريخ والحضارة لن ينجح.
وتحدث راعي كنيسة الروم الأرثوذوكس في رام الله الياس عواد، عن أن ذكرى النكسة ذكرى أليمة على أبناء شعبنا، ويوم النكسة هو يوم إلغاء الطابع المسيحي الإسلامي للمدينة، فالدفاع عن القدس يكون بالوحدة الوطنية، ونحن شعب واحد دافع واستشهد عن الأرض، وعندما وضعوا البوابات الإلكترونية تواجدنا جميعا كرجال دين وألقينا كلمتنا كفلسطينيين، ونقول للعالم كفى تخاذل وصمت، عليكم مساندتنا والاعتراف بالقدس عاصمة دولة فلسطين.
وشدد وزير الأوقاف والشئون الدينية سماحة الشيخ يوسف ادعيس على أن الاحتلال يستهدف وجودنا، لذلك نطالب المرجعيات الدينية أن يكون لها تأثير على المرجعيات السياسية للتحرك دوليا، والضغط على المجتمع الدولي لإجباره على تحمل مسئولياته تجاه ما يحدث بالقدس، فإسرائيل تريد إشعال المنطقة بحرب دينية، لذلك القدس تحتاجنا جميعا. 
من جانبه تحدث الدكتور سعيد يقين نيابة عن محافظ القدس، عن أن الايدلوجيا الصهيونية تقوم على التفوق العرقي والاصطفاء الإلهي والذي أنتج ابادة وترانسفير يومي، فالقدس أكثر مدينة بالعالم فيها رحيل يومي، وكل مؤسسات الاحتلال تحارب الشعب الفلسطيني.
وقال رئيس لجنة القدس بالمجلس الثوري عدنان غيث: "يجب أن يكون التركيز اليوم على الوعي، فالقدس تتعرض للكثير من التنكيل والتهويد والتهجير وتغير الطابع، وما ترصده العدسات ليس كل ما تتعرض له المدينة التي تتعرض لمجزرة وإبادة".
وقال الكاهن الأكبر للطائفة السامرية إن هذه الأرض هي مهد الديانات الثلاث، أرض التعايش والسلام والحضارات، لذلك يجب العمل بصدق وإخلاص لإرجاع القدس.
وقال راعي كنيسة الروم الملكين الكاثوليك الارشمندريت عبد الله يوليو: " طريقنا إلى القدس كطريق المسيح إليها طريق آلام وتضحية وفداء، وفقط من يحب ويعشق يمكنه أن يضحي بنفسه في سبيل من يحبه، وبالتالي علاقتنا بالقدس يجب أن تكون ليس فقط علاقة عقائدية سياسية كانت أو دينية بل علاقة حب وعشق لأن الحب يجعل من العقيدة إيمانا ويصير الإمان عملا وجهادا وبأيدينا سنعيد البهاء للقدس لأن القدس لنا والبيت لنا".
وشدد الحضور على أن اتخاذ مثل هذه القرارات يُعد مخالفًا لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال، وعدم جواز القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في المدينة. مؤكدين أن القرار الأمريكي بنقل السفارة في ذات تاريخ النكبة يكشف عن انحياز واضح فاضح من قبل الإدارة الأمريكية للحكومة الاسرائيلية، الأمر الذي يفقد الطرف الأمريكي فعليًا الأهلية ونزاهة الوسيط المطلوبة لرعاية عملية سلمية تفضي إلى حل عادل ودائم. خاصة أن هذا القرار خارج على الشرعية الدولية، ويمثل خرقًا لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة بالخصوص.
ووجه المتحدثون نداء الى العرب والمسلمين بضرورة العمل فورا على توفير إسناد سياسي وإعلامي لنصرة مدينة القدس ومقدساتها ووضع حد لعمليات التهويد فيها، باعتبار القدس وفلسطين القضية العربية والإسلامية الأولى، حيث أن نقل السفارة ليس اعتداء على الفلسطينيين وحدهم، بل هو اعتداء صارخ على العرب والمسلمين في أنحاء العالم. وحذر المتحدثون من التداعيات الخطيرة لنقل السفارة، والتي ستزيد الوضع تعقيدًا في الشرق الأوسط، وتؤثر سلبًا على أمن واستقرار المنطقة، وستقوّض الجهود الرامية لتنفيذ حل الدولتين.