تواصلت ردود الفعل الغاضبة من قبل الميليشيات الشيعية العراقية الموالية لإيران على قرار الكونجرس الأمريكي، الذي يصنف حركة "عصائب أهل الحق"، وحركة "النجباء"، و"حزب الله العراقي"، منظمات إرهابية.
وقالت "عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي، في بيان اليوم الأحد، إن هذا التحرك الأمريكي يعتبر تدخلا أجنبيا سافرا في الشأن العراقي، مطالبا الحكومة العراقية بـ"تسجيل موقف واضح وحازم تجاه هذه التدخلات السافرة".
ودعا البيان أيضا وزارة الخارجية العراقية إلى "اتخاذ إجراءات ضد السفارة الأمريكية في بغداد باعتبارها الممثل الدبلوماسي للدولة صاحبة التدخل".
وأضاف أن "واشنطن ستدفع ثمن هذه السياسات المتعجرفة"، مشيرا إلى أن "توقيت القرار أتى عقب فوز 15 نائبا للحركة بالانتخابات النيابية".
وبدوره، أدان الناطق باسم "الحشد الشعبي الشيعي" العراقي أحمد الأسدي، القرار الأمريكي بتصنيف بعض فصائل "الحشد"، كمنظمات "إرهابية"، وطالب الولايات المتحدة بالعدول عن قرارها.
وقال الأسدي في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان العراقي "ندين القرار الأمريكي بحق قوى سياسية وطنية، شاركت في مواجهة الإرهاب الداعشي، وحمت البلاد من أعتى موجة للتكفير والتطرف شهدها العراق والمنطقة العربية والشرق الأوسط"، حسب زعمه.
وحسب جريدة "الحياة" اللندنية، فإن مشروع القرار في شأن تصنيف ثلاثة فصائل عراقية هي "عصائب أهل الحق"، و"النجباء"، و"حزب الله العراقي" منظمات إرهابية، كان طرح في نهاية العام الماضي من جانب النائبين في الكونجرس الأمريكي ترينت فرانكس وبراد شيرمان، وتبناه مجلس النواب الأمريكي في 28 مايو الماضي، وأحاله إلى مجلس الشيوخ للتصويت عليه في 3 يونيو.
ويبدو أن القرار الأمريكي يربك تحركات إيران للالتفاف على نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق، إذ وصل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إلى بغداد في 15 مايو في مسعى لتوحيد الأحزاب الشيعية الموالية لطهران، لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي الجديد.
وفي 9 سبتمبر 2017، كشفت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، أيضا عن استعدادات تقوم بها القوات الأمريكية في العراق لمواجهة الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانيًا، وذلك بعد الانتهاء من تنظيم داعش.
وأشارت الصحيفة إلى أن الميليشيات الشيعية بالعراق تدرك ذلك جيدًا، وهو ما دعاها إلى توجيه أكثر من تحذير للقوات الأمريكية من مغبة هذه الخطوة.
وهددت كتائب "حزب الله"، أحد التشكيلات المنضوية تحت ميليشيا الحشد الشعبي، على لسان المتحدث باسمها، جعفر الحسيني، الولايات المتحدة بأن عليها مغادرة العراق عقب الانتهاء من "داعش"، وإلا فإن فصيله والفصائل الشيعية الأخرى سيهاجمون تلك القوات.
وبدوره، قال موقع "بغداد بوست" في 17 ديسمبر 2017، إن خطة واشنطن للتعامل مع الميليشيات العراقية الموالية لإيران تسير في ثلاثة خطوط متوازية، أولها، ضغط سياسي ودبلوماسي دولي متواصل على العراق لتحجيم هذه الميليشيات وأدوارها، والثاني، التركيز على المهام القذرة لهذه الميليشيات ووضعهم على قوائم الإرهاب، ثم التحرك كخطوة لاحقة في غضون عام على الأكثر لملاحقتها عسكريا.
ورغم أن عصائب أهل الحق برئاسة قيس الخزعلي كانت تعول على فوز جناحها السياسي بـ 15 مقعدا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، للإفلات من تصنيفها إرهابية، إلا أنها لم تنجح في هذا الأمر.
ولعل إلقاء الضوء على ممارسات "عصائب أهل الحق"، و"النجباء"، و"حزب الله العراقي"، يكشف أنها تهدد سلامة العراق، فزعيم "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، انشق عن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على خلفية تجميد الأخير للجهد العسكري لقوات جيش المهدي عام 2007 بعد أن كادت تحدث حروب أهلية بين الفصائل الشيعية المسلحة آنذاك.
كما أن الخزعلي بعد احتضانه من قبل إيران وتشكيل ميليشيات العصائب، شارك في المعارك بسوريا، إلى جانب حركة النجباء بقيادة أكرم الكعبي الذي انشق هو الآخر من معسكر الصدر في ذات الوقت مع الخزعلي، وتلقوا الدعم المالي والعسكري من إيران لتنفيذ أجندتها في العراق وسوريا.
وقالت شبكة "شام برس" في 3 يونيو، إن حركة "النجباء" فصيل شيعي متشدد يؤمن بالدفاع عن المدن المقدسة والعتبات والمراقد الشعيية المقدسة في العراق وسوريا، وسائر بلدان العالم"، وهي تتكون من 9000 مقاتل، يوجد ثلثاهم في العراق والثلث المتبقي في سوريا.
وبالنسبة لحزب الله العراقي، فهو عرف بولائه للولي الفقيه ويعمل تحت إدارة علي خامنئي، وهو يسير على خطى "حزب الله" اللبناني في تنفيذ أجندة إيران في المنطقة، ويسمى "حزب الله النجباء" العراقي.