الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مائدة رمضان صحفية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت الغورية، والجمالية، ومشروع الربع الثقافى بشارع المعز لدين الله فضاء جولتنا ولقائنا لموعد إفطار نقابة الصحفيين «سُنة» خميس منتصف شهر رمضان المبارك، كانت الدعوة المفتوحة للصحفيين وعائلاتهم أن يلتقوا السادسة عند جامع الأقمر بشارع المعز لدين الله، سبقتُ الموعد لأتجول بتلك المساحة والشمس مازالت فى السماء تشق بأشعتها المبانى القديمة العريقة عبرتُ شارعا بلسان طويل تمتلىء جنباته بمحلات النحاسين وباعة التحف التقليدية، ومطاعم تتقدم أرضيتها صفوف متراصة من طاولات جلست على كراسيها عائلات، وقد لفتنى جماعات من شابات صغيرات كن صديقات على موعد إفطار تقليدي، ثم يسوحن فى الشارع الجاذب لتمضية ليلة سمر به اكتشفت ذلك لاحقًا عقب جولتى وقد انتهينا من وجبة إفطارنا رأيت بعضهن بأزياء مصرية وهندية كما نادى المنادى لهن بتجربة أخذ صورة وهن يتوشحن الجمال والألوان الزاهية فيما هلال مُشع يغازل ضحكاتهن وعينهُ على دلالهن البريء.
بسطح نادى الربع الثقافى وبأدواره الثلاثة المليئة بالنشاطات وجمهور الرواد لمحتُ معرض كتاب شبه مجانى سبقته لافتة كتب عليها «الناس موتى وأهل العلم أحياء»، جلساتٌ مفتوحة للقاء رمضانى ثقافى، أعدت كراسى وطاولات، وفى أركانه الأربعة صممت جلسات أرضية بسجاجيد مزركشة ووسائد للراغبين قعدة الإفطار أرضًا، وداعبت نسمات منعشة أجواء المكان ونحن نتوزع مُتخيرين مقاعدنا، فى المكان وفى هذه الجمعة الكريمة لم أكن أعرف غير الأستاذ الكريم على القماش النقابى العتيد، لكن مشهد التحايا والسلام ومعايدة الشهر ممن حضروا لموعد الإفطار جعلنى ضمن معارف وأصدقاء بل ودعوة إلى مشاركة طاولة سأكتشف أن الصدفة جعلتنى أفطر مع نخبة هم تلاميذ أصيلون لمدرسة روز اليوسف كما قدموا لى أنفسهم، مسيرتهم فيها بين النصف قرن وربعه اثنان منهما تقاعدا ويمارسان أنشطة فنية وثقافية وهم النقابيون: عفاف لبيب، على رجب بدر، وإسماعيل أحمد إسماعيل (الملقب بالحاوي) من فاجأنى بألعابه السحرية ما تعلمه فى إحدى زياراته للهند، كان الحاوى الذى أخفى حبات التمر بخفة غلبت تركيز أعيننا،الحاوى أيضًا من حدثنا عن حفظه لأشعار صلاح جاهين وفؤاد حداد، وكنا الطامعين من معين روايته فأسمعنا بكرمه قصائد مما حفظ بل أضاف إلى ذلك بعض حكايا مناسبات تلك القصائد.
السيدة عفاف لبيب كانت داعيتى على طاولتها ومن غمرتنى برحابتها وبحكايات مستعادة لنشاطات النقابة ومنها موائدها وطوافها بقرى ومدن مصر بعضها رحلات لأيام وأسابيع، ذاكرتها راجعت لنا ما حوته مجلة «روز اليوسف» من مواضيع مفارقة كانت شاهدة عليها كما وطرائف صحفية منها حضورها لحفلة رمضانية غنت فيها الشحرورة صباح ولفتها أنها بسنها المتقدمة تراقصت بخفة ونشاط، حينها ذكرها عتيد مطبعة «روز اليوسف» الحاج بدر على رجب بأن صورتها أمامه اليوم حين دخلت شابة أول مرة مكتب المجلة، الحاج بدر زار ليبيا وتجول فى جنوبها وجعلنى أستعيد تاريخ واحاتها ومعارفه ثمانينيات القرن الماضى معه ونحن نغادر إفطار الجلسة المفعمة بالأحاديث الفنية والثقافية ونتمشى فى زحام رواد وعشاق شارع المعز لدين الله.