الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

اسمي سعد سمير واسأل عني الجماهير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما تعتقد صديقى القاريء منذ الوهلة الأولى لقراءة هذا العنوان أن اسم كاتب المقال هو «سعد سمير»، وأننى أتخفى وراء اسم د.فتحى حسين من أجل أن أبث شيئًا ما ربما يضر بالسلام الاجتماعى والناموس الطبيعى، ولكن فى الحقيقة ليس هذا المقصود، وإنما هى جزء من أغنية داخل إعلان متكرر هذه الأيام ظهر فيه لاعب النادى الأهلى سعد سمير مع آخرين فى جميع القنوات الفضائية طوال شهر رمضان لإحدى شركات المحمول الكبرى التى اعتادت كل عام خلال هذا الشهر على إعداد إعلان خاص يضم عددًا كبيرًا من الفنانين بأجور مرتفعة بالطبع، يتم تحصيلها من المواطنين فيما بعد، من أجل جذب المزيد من العملاء لهذه الشركة دون غيرها من الشركات المنافسة التى قامت هى الأخرى بعمل إعلان مشابه دعت فيها مشاهير الفن والرياضة خاصة من سيمثلون مصر فى كأس العالم المقبلة فى روسيا من أجل تحقيق أرقام خيالية فى المبيعات والتوزيع للخطوط دون أن ينعكس هذا بالطبع على خدمات هذه الشركات والمقدمة للعملاء، ولكنها تعمل فقط على امتصاص البقية المتبقية من دماء المواطنين وأموالهم لاسيما خلال شهر واحد، يعد المصريون فيه الأكثر إنفاقًا على الطعام على مستوى العالم!
ربما تسعى شركات الإعلانات إلى استغلال نجومية المشاهير فى كل المجالات من أجل تحقيق مكاسب مادية خيالية على المدى القريب والبعيد. ومن ناحية أخرى فإن المشاهير أنفسهم ربما يستغلون نجاحهم وشهرتهم التى منحتها لهم إياها الجماهير مقابل المال الذى سيجنونه من وراء هذه الإعلانات التى ربما تنقص منهم أكثر مما تضيف لهم من حب الناس حتى أصبحوا بمثابة سلعة تعرض على الملأ ويراها المشاهدون طوال الوقت على شاشة التليفزيون وربما داخل المطبخ وعلى مواسير الحمام! مثلما ظهر أحد المشاهير فى الفن فى إعلان لإحدى شركات الملابس الداخلية وهو يخلع ملابسه الداخلية وجواربه من أجل إظهار جودة المنتج عند تفتيشه أمام بوابات أمن المطار! الأمر الذى أثار استياء وتهكم عدد كبير من المشاهدين الذين تساءلوا عن الثمن الذى دُفع لهذا الممثل من أجل قبول أداء هذا الإعلان الذى ضرب بالفن وما يدعيه أصحابه من رسائل وقيم فى مقتل!
وآخر معلق شهير يعمل فى المجال الرياضى يقوم بأداء أكثر من إعلان مستغلًا نجوميته فى المجال الرياضى ويرقص ويتمايل فى أدائه إعلان ملابس داخلية أيضًا!
أعتقد أن نجوم الفن الجميل لم يلتفتوا كثيرًا إلى الإعلانات التى تنقص بلا شك من قيمتهم والفن الذى يقدمونه والرسالة التى يدعون أنهم يوجهوننا إلى الجماهير، ولكن مثل هذه القيم والأخلاقيات واحترام النفس يسقط ربما أمام إغراءات الإعلانات وأموالها التى تغنى ربما الفنان عن أداء أعماله الفنية وربما تجد ممثلًا كبيرًا انزوت عنه الأضواء كثيرًا فيلجأ إلى الإعلانات من أجل أن يعيش بشكل آدمى وحتى تعود إليه الأضواء التمثيلية مجددًا! لا بد من نظرة أخلاقية لإعلانات المشاهير ونجوم الرياضة!