السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

دور الإعلام في دعم مؤسسات الدولة المصرية "5"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عُقدت ضمن فعاليات اليوم الثانى للمؤتمر العلمى الدولى الثالث للمعهد الكندى للإعلام، حلقة نقاشية موسعة بعنوان: «دور الإعلام فى دعم مؤسسات الدولة المصرية»، ضمت عددًا من أبرز خبراء الإعلام، وأدارها كاتب هذه السطور، ونستكمل اليوم حديثنا الذى بدأناه حول ما تناولته هذه الحلقة النقاشية.
تحدث د. محمد رضا حبيب رئيس تحرير برنامج «المواجهة» بقناة «سى بى سى إكسترا» الإخبارية وأستاذ الإعلام المنتدب فى عددٍ من كليات وأقسام الإعلام وقال «إن الإعلام جزءٌ من الأزمة.. وليس جزءًا من الحل»، ويجب أن نعترف أن لدينا أزمة فى الإعلام، ويجب أن نبذل مزيدًا من الجهد لكى يخرج الإعلام من أزمته ويتجاوز مشكلاته حتى يمكنه القيام بدوره فى بناء الدولة.
ويرى د. حبيب أن تجليات أزمة الإعلام فى مصر تتمثل فى عدم وجود استراتيجية إعلامية واضحة، وعدم وضوح دور الهيئات الإعلامية الثلاث التى مضى على إنشائها عامًا كاملًا دون فعالية ملموسة، وغياب وزارة الإعلام التى كان يمكن أن يوكل لها دورٌ كبير فى التنسيق بين الهيئات الإعلامية والعمل كدفة تقود الإعلام المصرى وسط الأنواء التى تحيط بالدولة المصرية من كل مكان.
وأضاف حبيب أن المرحلة المقبلة من العمل الوطنى فى الولاية الثانية للرئيس عبدالفتاح السيسى تشهد إعادة بناء مؤسسات الدولة بعد أن استطاع الرئيس بحِنكة غير مسبوقة استعادة الدولة وتثبيت أركانها فى ولايته الأولى، لذا يجب أن يتم إعادة بناء الإنسان المصرى قبل إعادة بناء الدولة، وهذا دورٌ أصيلٌ للإعلام، حيث يستطيع الإعلام القيام ببناء الشخصية المصرية لكى تكون قادرة على تلبية متطلبات المرحلة الجديدة من العمل الوطني.
إن الصحافة المطبوعة تدهورت بشكلٍ غير مسبوق، وهو ما يطرح إشكاليات تتعلق بأسباب انخفاض توزيعها إلى مستوى غير مسبوق وتحديات وصولها إلى الجماهير العريضة، وهو الدور المنوط بالهيئة الوطنية للصحافة، والتى لم تؤد إلى انفراج أزمة الصحافة القومية، كما أن الإعلام الجديد لا يخضع للسيطرة فى ظل وجود ٥٠ مليون مستخدم للإنترنت، وهو ما يمثل نصف سكان مصر، و٣٠ مليون مستخدم للشبكات الاجتماعية أكثر من نصفهم أقل من ٢٥ سنة، وهذا ما يطرح ضرورة إعادة تأهيل الإعلاميين والصحفيين وتصميم برامج تربية إعلامية للجمهور ليعرف كيفية التعامل مع وسائل الإعلام حتى لا يكون نهبًا للشائعات ولقمة سائغة لآليات الاستقطاب من جماعات لا تريد الخير لمصر.
إن السوشيال ميديا أصبحت، للأسف، أكثر تأثيرًا، وأصبح المواطن الصحفى غير المؤهل رقمًا فى المعادلة الإعلامية، حيث يمكنه أن يمارس التضخيم والتهويل أو التقليل والتهوين، ويستخدم سلاح السخرية للتشكيك فى مؤسسات الدولة، ويقوم بالمشاركة فى صناعة اليأس والإحباط، وليس سرًا أن أجهزة المخابرات المعادية للدولة المصرية لديها إدارات لإدارة حروب الجيل الرابع من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
إن هذه الحلقة النقاشية المهمة من خلال ما طرحناه فى هذه السلسلة من المقالات - استطاعت أن تطرح آليات مهمة تجعل الإعلام قادرًا على أن يقوم بدوره فى دعم مؤسسات الدولة المصرية فى مرحلة إعادة بناء هذه المؤسسات فى الفترة الرئاسية الثانية للرئيس عبدالفتاح السيسي.