على بُعد خطوات من ضفاف نهر النيل العظيم وبالتحديد فى منطقة الزمالك شيد هذا البناء الفريد من نوعه والذى صُمم على أيدى أمهر المهندسين المصريين وهو المهندس المصرى العبقرى مصطفى بك فهمى فى عام ١٩٣٦ على طراز شديد التميز هو متحف الحضارة والذى افتتحه الملك فاروق الأول ليؤرخ لنا تطور الحضارة الإنسانية عبر العصور المختلفة.
جاءت فكرة تأسيس المتحف على يد محمد محمود خليل فى عام ١٩٢٥ ويقع داخل سرايا النصر بأرض الجزيرة، يضم المتحف أكثر من ١٣٠٠ لوحة فنية لكبار فنانى العالم يرجع بعضها للقرن الخامس عشر الميلادى.
وتقدر اللوحات الفنية الموجودة بالمتحف بمليارات الدولارات فتجد لوحة المثال هنرى ماتيس «سيدة شرقية» والتى تقدر بأكثر من ١٢٠ مليون دولار، أما لوحة «زهور» لروجين فيقدر قيمتها بأكثر من ٦٠ مليون دولار، كما يحتوى المتحف على مجموعة رائعة من اللوحات الفنية التى لا تقدر بثمن مثل لوحات بيتر بول روبنز وكلود مانيه وبيكاسو وجون كنستابل هذا بالإضافة إلى المجموعة الفريدة من اللوحات والتماثيل المصنوعة من الخامات المختلفة لفنانين يمثلون نموذجًا للمدارس الأوروبية.
ومن بين هؤلاء الفنانين رودان وتمثاله المفكر للفنان جان مانسيت والفنان ديكامب والفنان مونيه وديجا ورينوار، وروبنز وكونستايل، كما يعرض أيضا سانتير «عازفة القيثارة» التى تنتمى إلى المدرسة الواقعية، كما يعرض أيضا لوحة للفنان جورج وتر هاوس بعنوان أشخاص على السلم وهى إحدى روائع متحف الجزيرة التى تظهر مجموعة من الفتيات وهن ممسكات بالمظلات فى أشكال مختلفة تبرز جمالا تعبيريًّا. بالإضافة لمجموعة من الأيقونات القبطية الأثرية لا تقدر بثمن وأعمال الخزف الصينى واليابانى القديم وقطع سامية نادرة ومن بين المقتنيات سجادة صنعت منها ثلاث قطع فقط على مستوى العالم.
ويُعد متحف الجزيرة واحدًا من أهم المتاحف الفنية فى الشرق الأوسط، حيث يضم مجموعة رائعة من القصور الملكية التى يبلغ عددها ٤٢٣٨ قطعة فنية متنوعة بين الزجاج الإسلامى الذى صنع فى القرنين الحادى عشر والثانى عشر الميلادى ومجموعة الزجاج الرومانى والفرنسى ومجموعة متنوعة من الخزف الإسلامى المصرى والإيرانى والدمشقى والبخارى والروسى والتركى بالإضافة إلى البورسلين الصينى من مختلف العصور.
كما يضم المتحف مجموعة كبيرة من النسيج القبطى من القرون الخامس والسادس والسابع الميلادى والنسيج الإسلامى، بالإضافة إلى مجموعة نادرة من السجاد الأثرى من إيران وخراسان كما يوجد جوبلان بلجيكى يعود للقرن الـ ١٨ وجوبلان فرنسى من القرن الـ ١٩، بالإضافة إلى مجموعة نادرة من التماثيل والأدوات الموسيقية ولوحات الحفر ولوحات الخط العربى، ومجموعة من التحف المصرية من مباخر وشمعدانات وصوان تنتمى إلى العصر المملوكى فى مصر. وتزين المتحف مجموعة رائعة من مقتنيات العائلة المالكة والتى تعود لأسرة محمد على باشا ومقتنيات الباشاوات ومنهم إبراهيم باشا ومقتنيات البرنس يوسف كمال، بجانب بعض مقتنيات قصر عابدين.
وتُعد لوحة المسيح التى تعود للقرن الرابع الميلادى هى أيقونة متحف الجزيرة.