عاشت الأجهزة الفرنسية في الأيام الثلاثة الأخيرة واحدة من أغرب حوادثها بعد الكشف عن القبض على وجود موظفين اثنين بالمخابرات الفرنسية يعملان لصالح الصين ويزودانها بمعلومات وصفتها وزيرة الدفاع الفرنسية بأنها شديدة الخطورة.
الأغرب أن الموضوع أعلن عنه في الأيام الماضية فقط على سبيل الاضطرار، حيث إنه قد تم بالفعل القبض على الجاسوسين ووضعهما رهن الاعتقال منذ 6 أشهر وكان لا بد من تكليف إدارة الأمن الداخلي بفتح تحقيق وتقديم الجاسوسين للعدالة، وقد أعلن بالأمس عن اعتقال زوجة أحد الجاسوسين.
المثير أن صحيفة لوموند، الصادرة أمس، كشفت عن وجود شبكتين أخريين تعملان لصالح دول أخرى من بينها إسرائيل وهو ما يعني أن هناك مشكلة خطيرة في قنوات الاتصال والتعاون بين الأجهزة الفرنسية ومخابرات الدول الأخرى.
لا بد أولا التذكير بما يلي: - إن المخابرات الفرنسية هي واحدة من أقدم وأكفأ الأجهزة في العالم خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والعلاقات مع الدول العربية والإسلامية، خاصة المغرب العربي ومصر والشرق الأوسط وذلك نظرا للتاريخ الطويل السياسي والعسكري لفرنسا مع تلك المناطق.
- إن المخابرات الفرنسية ما زالت تعطي للعنصر البشري والكفاءة الشخصية أهمية قصوى تتجاوز بمراحل أجهزة أخرى أصبحت تعتمد على الآلات والأقمار الصناعية وتحاليل الكمبيوترات.
- إن الرئيس إيمانويل ماكرون عمل فور وصوله إلى قصر الإليزيه على توحيد أجهزة المخابرات بأنواعها (الخارجية في وزارة الدفاع والداخلية في وزارة الداخلية عدا أجهزة أخرى فرعية متخصصة) ووضع قائدا منسقا لها يكون مكتبه داخل الإليزيه نفسه وعلى بُعد خطوات من مكتبه.
- إن الكشف عن هذه الشبكات الآن يعني أن الرجل الذي اختاره الرئيس قد نجح في عمله وأنه لا يمكن العمل دون تنظيف البيت من داخله.
- إن هذه العاصفة ليست الأولى على جهاز المخابرات الفرنسي ولكنها تشكل مفاجأة في هذا التوقيت الذي تتحرك فيه الدبلوماسية الفرنسية ومعها جهاز المخابرات العتيد على جبهات حساسة جدا كالملف الإيراني والسوري والليبي والمغربي والصحراوي في دول الساحل، حيث تقود فرنسا حربا قاسية في دول الساحل وحيث توجد قواعد فرنسية تمتد من السنغال غربا حتى جيبوتي شرقا عدا القاعدة البحرية الكبيرة بالإمارات.
كان الجنرال ديجول أول من أقام تحديثا للمخابرات الفرنسية بعد الخروج من الحرب العالمية الثانية، وتبعه شيراك في ذلك، وهو ما يفسر أن الرجل الذي ينسق بين الأجهزة اليوم هو نفسه الذي كان مستشارا أمنيا بمكتب الرئيس جاك شيراك.
قد تهدأ العاصفة ولكنها قد تكشف عن عواصف أخرى ربما تطال أجهزة أوروبية أخرى.
الأغرب أن الموضوع أعلن عنه في الأيام الماضية فقط على سبيل الاضطرار، حيث إنه قد تم بالفعل القبض على الجاسوسين ووضعهما رهن الاعتقال منذ 6 أشهر وكان لا بد من تكليف إدارة الأمن الداخلي بفتح تحقيق وتقديم الجاسوسين للعدالة، وقد أعلن بالأمس عن اعتقال زوجة أحد الجاسوسين.
المثير أن صحيفة لوموند، الصادرة أمس، كشفت عن وجود شبكتين أخريين تعملان لصالح دول أخرى من بينها إسرائيل وهو ما يعني أن هناك مشكلة خطيرة في قنوات الاتصال والتعاون بين الأجهزة الفرنسية ومخابرات الدول الأخرى.
لا بد أولا التذكير بما يلي: - إن المخابرات الفرنسية هي واحدة من أقدم وأكفأ الأجهزة في العالم خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والعلاقات مع الدول العربية والإسلامية، خاصة المغرب العربي ومصر والشرق الأوسط وذلك نظرا للتاريخ الطويل السياسي والعسكري لفرنسا مع تلك المناطق.
- إن المخابرات الفرنسية ما زالت تعطي للعنصر البشري والكفاءة الشخصية أهمية قصوى تتجاوز بمراحل أجهزة أخرى أصبحت تعتمد على الآلات والأقمار الصناعية وتحاليل الكمبيوترات.
- إن الرئيس إيمانويل ماكرون عمل فور وصوله إلى قصر الإليزيه على توحيد أجهزة المخابرات بأنواعها (الخارجية في وزارة الدفاع والداخلية في وزارة الداخلية عدا أجهزة أخرى فرعية متخصصة) ووضع قائدا منسقا لها يكون مكتبه داخل الإليزيه نفسه وعلى بُعد خطوات من مكتبه.
- إن الكشف عن هذه الشبكات الآن يعني أن الرجل الذي اختاره الرئيس قد نجح في عمله وأنه لا يمكن العمل دون تنظيف البيت من داخله.
- إن هذه العاصفة ليست الأولى على جهاز المخابرات الفرنسي ولكنها تشكل مفاجأة في هذا التوقيت الذي تتحرك فيه الدبلوماسية الفرنسية ومعها جهاز المخابرات العتيد على جبهات حساسة جدا كالملف الإيراني والسوري والليبي والمغربي والصحراوي في دول الساحل، حيث تقود فرنسا حربا قاسية في دول الساحل وحيث توجد قواعد فرنسية تمتد من السنغال غربا حتى جيبوتي شرقا عدا القاعدة البحرية الكبيرة بالإمارات.
كان الجنرال ديجول أول من أقام تحديثا للمخابرات الفرنسية بعد الخروج من الحرب العالمية الثانية، وتبعه شيراك في ذلك، وهو ما يفسر أن الرجل الذي ينسق بين الأجهزة اليوم هو نفسه الذي كان مستشارا أمنيا بمكتب الرئيس جاك شيراك.
قد تهدأ العاصفة ولكنها قد تكشف عن عواصف أخرى ربما تطال أجهزة أوروبية أخرى.