اتفقت فرنسا وروسيا، الخميس، على إنشاء آلية تنسيق بشأن النزاع السوري بين مسار أستانة (روسيا-تركيا-إيران) والمجموعة المصغرة التي تضم بجانب فرنسا؛ الولايات المتحدة والمملكة المتحدةً والسعودية والأردن.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عقب المباحثات التي جرت بينهما بالقرب من سانت بطرسبورج- إن صيغتا أستانةً والمجموعة المصغرة متكاملتان.. وعبرنا عن رغبتنا في استحداث آلية تنسيق بينهما".
وأضاف ماكرون أن هذه الآلية سيكون هدفها وضع أجندة للنقاش للمجموعتين لبناء توافق حول حل سياسي، مشيرا من ناحية أخرى إلى قيام فرنسا برصد 50 مليون يورو لدعم المنظمات الإنسانية في سوريا وإلى رغبتها في العمل على نحو وثيق مع روسيا لإيصال المساعدة الإنسانية للسكان المتضررين في هذا البلد.
وحول الأسلحة الكيمائية، عبر ماكرون عن أمله في العمل على المستوى الدولي في الأشهر القادمة لوضع آلية جديدة مستقلة لتحديد المسؤولين عن استخدام هذه الأسلحة.
وبشأن الملف الإيراني، اعتبر ماكرون أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن النووي الإيراني مطمئن ويسير في الاتجاه الصحيح، مؤكدا رغبته في إبرام اتفاق أوسع بعد انسحاب واشنطن من اتفاق فيينا لعام 2015.
وأشار إلى القضايا الأخرى التي تشغل فرنسا والمتعلقة بمستقبل الاتفاق النووي بعد عام 2025 وبنشاط إيران الباليستي ودورها في المنطقة، معربا عن أمله في إقامة حوار صريح وصادق ولا غنى عنه للأمن الاقليمي مع طهران حول هذه النقاط.
وفيما يتعلق بأوكرانيا، قال ماكرون إن اجتماعا على مستوى الخبراء سيعقد في الأسابيع القادمة ثم سيليه اجتماعا وزاريا لمجموعة النورماندي التي تضم كل من فرنسا والمانيا وروسيا وأوكرانيا، مشيرا إلى تطابق وجهات النظر مع موسكو حول ضرورة تطبيق اتفاقات مينسك من قبل كافة الأطراف.
وعن التعاون الاقتصادي، قال ماكرون إن زيارته لروسيا الممتدة على يومين ستشهد التوقيع على نحو 50 اتفاقا إطاريا في المجالات البحثية والفضائية والنووي المدني والطاقة والعلوم والثقافة والتعليم العالي والتراث، مذكرا بأن فرنسا تحتل مكانة متقدمة في روسيا من حيث الاستثمارات والتوظيف.
ومن ناحية أخرى، وعد ماكرون بالتوجه إلى روسيا لدعم المنتخب الفرنسي لكرة القدم في بطولة كأس العالم حال تأهل الفريق للدور نصف النهائي حيث قال:" لن أكون حاضرا في الافتتاح ولكن إذا اجتاز منتخب فرنسا الدور ربع النهائي سأتي لدعمه".
من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في المؤتمر الصحفي، أن كوريا الشمالية أوفت بجميع وعودها قبل القمة الملغاة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والزعيم الكورى كيم يونج أون، وأن الزعيم الكورى الشمالي نفذ مقدما كل ما تعهد به بما في ذلك البدء في تفكيك موقع التجارب النووية لبلاده.
وأعرب بوتين عن أسف بلاده لإلغاء قمة سنغافورة، التي كان من الممكن أن تمثل بداية لنزع السلاح النووى في شبه الجزيرة الكورية.
وفي الشأن الإيراني، أعلن بوتين، أنه من الضروري حفظ الصفقة النووية الإيرانية، مشيرًا إلى أن المدير العام لوكالة الطاقة الذرية، يوكيا أمانو، أكد له في محادثة خاصة أن إيران تنفذ جميع التزاماتها.
وقال: "ما يتعلق بإيران، موقف روسيا معروف جيدًا؛ نحن نعتبر أنه يجب حفظ خطة العمل الشاملة المشتركة.. لقد التقيت مع المدير العام لوكالة الطاقة الذرية، وأكد لي في حديث خاص أن ايران تنفذ جميع التزاماتها".
وأضاف: "عواقب (فشل الصفقة النووية مع إيران) برأيي، يمكن أن تكون محزنة جدًا، لكننا نرحب بنية ليس فرنسا فقط، لكن أوروبا الموحدة بحفظ هذه الصفقة. ونحن نفهم أنه لم يكون أمرًا سهلًا".
كما أعلن الرئيس الروسي أن الربط بين الحفاظ على الصفقة حول البرنامج النووي الإيراني، والبرنامج الصاروخي لطهران، وكذلك نشاط إيران في المنطقة أمر غير ممكن لأن الاتفاقية لا تشمل مثل هذه الشروط.
وقال بوتين: "أنا موافق أنه يمكن الحديث حول البرنامج الصاروخي لإيران كذلك، والوضع في المنطقة، والنشاط النووي بعد عام 2025، لكن منذ بداية (مناقشة هذه المسألة) أعربت عن وجهة نظري، وكما أفهم فإن الرئيس ماكرون يوافقني الرأي. لا يجب الربط بين هذه العوامل الثلاثة والحفاظ على خطة العمل المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني".