ترددتُ كثيرًا قبل إعلان موقفي من الدراما المصرية وخاصة ما يسمى بـ"دراما رمضان" التي تفتقد إلى الموضوعية، أو القصة، أو القدوة، كم من السخافة والتردِّي في المحتوى الفني والدرامي، والفقر الأدبي والمهني الملحوظ في محتوى القصة والحبكة الدرامية حتى وصل بنا الحال إلى أن نقيس مدى نجاح العمل الدرامي بمشاهده الساخنة، او الألفاظ غير اللائقة، أو البلطجة، والخيانة، أو الإسفاف، أو تشويه الواقع، أو نقل صورة غير لائقة وغير موضوعية عن الإنسان المصري العادي البسيط، وبالتأكيد ما نلاحظه فقط هو التطور في التصوير والإخراج والتقنيات، أما الأداء أو السيناريو فهما في تراجع مستمر حتى آلَ أمرهما إلى القاع.
متى نعود إلى المسلسلات التي كانت تبرز لنا القيم والقدوة كمسلسل "رأفت الهجان"، والحبكة الدرامية الدسمة كـ"الحقيقة والسراب"، و"لن أعيش في جلباب أبي"، و"ليالي الحلمية"، و"سوق العصر"، و"أرابيسك"، وغيرها؟
هل انتهى هذا الزمان؟ زمن الدراما الحقيقية ووصل بنا الحال الذي تحول الفن إلى سبوبة نتاجر بأعراض الناس وتشويه الشعب والدولة!!
في النهاية أريد أن أقول: كفانا تشويهًا وترديًا، نريد أن نشاهد إبداعًا حقيقيًا وفنًا لائقا، لا نخجل ونحن نشاهده مع أبنائنا بل يكون لكل الأسرة، وينقل صورة مصر الصحيحة، ولا يُعمِّم البلطجة والدعارة والإسفاف، وكأن مصر كلها بها فساد أخلاقي وعنف وبلطجة وخيانة وهذا منافٍ تماما للحقيقة.
كما ألوم نفس اللوم على الإعلام الذي تحول إلى سبوبة بدلا من التثقيف، ونقل الحقائق، كيف لقناة مصرية أن تذيع برنامجًا كبرنامج #إيجابيزم لبنت اسمها #مى_الخرسيتى مصرية أمريكية تقول: إنها طبيبة نفسية، لا تقدم محتوى، بل تنقل صورة مُشوَّهة عن الشباب المصري، ولا تسلط الضوء إلا على التحرش، أو نقل صورة عن الشباب المصري وكأنهم همج، لا يفكرون إلا في الجنس، أو المخدرات، وكأنها تلعب على الجانب النفسي الذي ينقل الإحباط بطريق غير مباشر للشاب المصري بعد أن يتم تشويه صورته.
خلاصة الأمر: لو عايزين تشوفوا مصر انزلوا الشارع للناس البسيطة، للشباب اللي عنده حلم، هتلاقوا الفنان والرياضي والمبدع واللي نفسه يكون عالم، أنتم لا تمثلون غير أنفسكم فقط، مصر أكبر منكم؛ مصر التاريخ والحضارة.. مصر هي البنت الجميلة المحافظة على بيتها، وبتشتغل وبتسعى وبتدرس.. مصر هي أم الدنيا اللي دايمًا الخير فيها ليوم الدين.. مصر هي الشهامة والحب.. مصر هي الدين.
#أنقذوا الأطفال من بلطجة الدراما
#أنقذوا الشباب من الإحباط والعنف الذي يبث في الدراما
#أنقذوا البنات المصريات اللائي تشوه سمعتهن في الدراما المصرية
#أنقذوا السياحة التي تُدمَّر بسبب مشاهد العنف والبلطجة.
#أنقذوا التاريخ من تزييف الحقائق والتشويه المتعمد
#أنقذوا #الدراما_المصرية
وفي النهاية أنا لا أهاجم الدراما المصرية، بل أسعى وأتمنى أن تستقيم كما كانت، وكما تربينا عليها منذ عصرها الذهبي في الستينيات حتى أواخر التسعينيات، كما لا أعمم، فهناك أعمال درامية تستحق الاحترام والتقدير، ولكن الأغلبية للأسف شوَّهت الواقع، وكان لابد أن نضرب ناقوس الخطر لننقذ ما تبقى من ثقافتنا التي وصلت إلى القاع.