«ذهب ياقوت زمرد مرجان» تلك هى الجملة التى ستأتى بخاطرك حينما تخطو قدميك أولى خطواتها بداخل قصر الأميرة فاطمة الزهراء بعروس البحر المتوسط بالإسكندرية، وكأن مغارة على بابا قد فتحت أمامك وبدون كلمة سر، فكلمة السر هنا تتجلى فيما سوف تشاهده من مقتنيات تذهب العقل والروح وتذهب بك إلى عوالم لم تكن تحلم بها قط، فهى مقتنيات العائلة الملكية من تيجان وهدايا ومجوهرات نفيسة ولا يوجد أى مثيل لها، وكيف وهى الأندر والتى صُنعت خصيصاً لتكون حول أعناقهم أو فوق رءوسهم، فأنت الآن فى حضرة الملوك والأمراء والأميرات.
فقصر الأميرة فاطمة الزهراء الذى يُعد قطعة معمارية نادرة تم صنعها على الطراز الأوروبى، والذى يعتبر تحفة فنية بحد ذاته بغض النظر عن المقتنيات التى يحويها، وبنى القصر فى عام ١٨٠٥ على مساحة قدرها ٤١٨٥ متراً مربعا، ويتكون القصر من جناحين الجناح الشرقى عبارة عن قاعتين وصالة يتصدرها تمثال صبى من البرونز عليه لوحة فنية من الزجاج الملون المعشق بالرصاص ومزين بصورة طبيعية، أما الجناح العربى فيتكون من طابقين الأول به أربع قاعات والثانى أربع أخرى، ويربط بين جناحى القصر بهو غاية فى الرقة، يحوى على لوحات فنية تمثل عشرة أبواب من الزجاج الملون والمعشق عليها رسوم قصص لمشاهد تاريخية أوروبية الطراز وقصص أسطورية مثل روميو وجولييت هذا بالإضافة إلى رسوم جدارية تمثل زواج صاحبة القصر.
وتخلد مقتنيات القصر فترة حكم العائلة المالكة إذا يجمع مقتنيات ترجع إلى عصر الخديو سعيد باشا وحتى فترة الملك فاروق الأول ومقتنيات الأميرات، والتى تم مصادرتها بعد قيام ثورة يوليو ١٩٥٢، ووضعت وقتها بخزائن الإدارة العامة للأموال المستردة إلى أن تم وضعها بقصر الأميرة فاطمة الزهراء.
ويضم المتحف ١١ ألفاً و٥٠٠ قطعة تخص أبناء الأسرة المالكة منها مجموعة الأمير محمد على توفيق التى تضم ١٢ ظرف فنجان من البلاتين والذهب وفيها ٢٧٥٣ فصا من الماس البرلنت والفلمنك وكيس نقود من الذهب المرصع بالماس بالإضافة إلى ساعة جيب السلاطين العثمانيين، و٦ كاسات من الذهب مرصعة بـ ٩٧٧ فصًا من الماس، بالإضافة إلى الساعات الذهبية والوشاحات والقلائد المرصعة بالمجوهرات والذهب الخالص والعملات الأثرية التى ترجع للعصر القبطى والرومانى والفارسى والبيزنطى أيضاً والتى تقدر بحوالى ٤ آلاف قطعة والتى ترجع إلى عصر الخديو سعيد باشا.
ولعل أول ما يلفت نظرك هى قاعة الأميرات والتى تحتوى على تاج الأميرة شويكار أضخم تيجان مجوهرات أسرة محمد على وأجملها فى حين تأتى قاعة الملكة فريدة وتجد فيها التاج المصنوع من الذهب والبلاتين والمرصع بـ ١٥٠٦ قطع من الألماس مع قرط من البلاتين والذهب مرصع بعد ١٣٦ قطعة من الماس بالإضافة إلى مجموعة رائعة من الأقراط المرصعة بالماس والياقوت والزبرجد والزمرد وطقم كامل من المرجان، أما مجموعة الأميرة فوزية فتضم محبساً من البلاتين عليه اسم الأميرة فوزية مرصع بالبرلنت وتوكة حزام مرصعة بأكثر من ٢٤٠ قطعة من الماس.
كما يوجد قسم مخصص للهدايا التى قدمت للملك فاروق ومنه طاقم للشاى من الذهب وطبق من العقيق الخاص أهداه له قيصر روسيا، وهو تحفة تاريخية نادرة تحكى جزءًا من تاريخ روسيا القيصرية، ولا يعلم أحد كيف دخلت إلى مصر، ولكثرة الهدايا التى قدمت له تم ثلاث قاعات فى المتحف.
ومن أجمل مقتنيات المتحف علبة النشوق الذهبية المرصعة بالماس والخاصة بمحمد على مؤسس الأسرة والشطرنج الخاص به وسيف التشريفة الخاص به، وهو مصنوع من الصلب على شكل رأس ثعبان.
صينية أوجينى الشهيرة التى أهديت للخديوى إسماعيل فى افتتاح قناة السويس والتى يقدر ثمنها بأكثر من ١٥ مليون جنيه، وهى من الذهب ومرصعة بالماس والياقوت والزمرد، والعصا المرشالية وهى مصنوعة من الأبنوس والذهب، هذا بالإضافة إلى أظرف الفناجين وهى مرصعة بالماس والياقوت حيث يحتوى الفنجان الواحد على ٢٢٩ ياقوتة و٢٩ قطعة من الماس.