السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

العيد مع الملائكة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أنهى الرئيس عبدالفتاح السيسي حديثه فى مؤتمر الشباب الأخير بإعلانه عن نيته الاحتفال بالعيد مع أبناء وأسر الشهداء ومصابي الحرب على الإرهاب، ليقول للجميع إن الدولة المصرية والقيادة السياسية لا تنسى أبناءها وتضحياتهم، فهم خير من أنجبت الأرض المصرية.
جاء تنويه الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى هذا الأمر بعد أن انتهت الفقرات الأخيرة فى المؤتمر والتى كانت مخصصة لمبادرة اسأل الرئيس، والتى تلقى الرئيس خلالها عددا كبيرا من الأسئلة وأجاب عنها بكل شفافية، وبنهاية هذه الأسئلة لاحظ الرئيس أن الأسئلة تناولت جميع الجوانب الاقتصادية والخدمية والسياسية للدولة بما فيها الانتخابات الرئاسية القادمة وانتخابات المحليات.
ولكن لم يتم ذكر تضحيات أبناء الوطن من القوات المسلحة والشرطة فى سيناء أو على الحدود الغربية وفي جملة ربوع الدولة المصرية، لم تلتفت الأسئلة التى وجهت للرئيس عما تقوم به القوات المسلحة والشرطة من مهام خاصة وخطرة خاصة خلال العملية الشاملة سيناء 2018، للحفاظ على أمن واستقرار الوطن.
تصادف أنه عقب انتهاء المؤتمر بقليل مع إعلان القوات المسلحة عن تفاصيل البيان رقم 22 عن نتائج أعمال العملية الشاملة 2018، فى سيناء وعلى الحدود البحرية والبرية، لتعلن عن ضبط مطلوبين للعدالة، وإحباط عمليات تهريب أسلحة وأخرى لتهريب المخدرات وتسلل بعض الأشخاص بشكل غير شرعى عبر الحدود.
قد يتساءل البعض عن توسيع نطاق مهام العمليات التى تتضمن الحرب على الإرهاب، لتشمل العمليات ضبط مهربى المخدرات وتسلل العناصر البشرية، والمطلوبين للعدالة، ولكن فى حقيقة الأمر هى أمور شديدة الارتباط ببعضها البعض، فنفس خطوط التهريب التى يستغلها المهربون لنقل عناصر بشرية أو نقل كميات من المخدرات، هى نفس العناصر والخطوط التى يتم استغلالها بعد ذلك فى نقل وتهريب العناصر الإرهابية بين الدول كذلك لنقل الأسلحة، وتوفير الدعم المالي والمساندة اللوجيستية.
المنظومة شديدة التعقيد والترابط، والسيطرة على الحدود أمنيا تبدأ من مواجهة المهربين ولا تنتهى بمواجهة الإرهابيين، بل قد تتطور لأبعد من ذلك من خلال استغلال ثغرات فى الموانئ البحرية ونقل البضائع والشحنات كبيرة الحجم.
قد لا يشعر المواطن العادى الآن بكل هذا العبء الأمنى الذى تتحمله الأجهزة الأمنية فى هذه اللحظة ولا مدى الخطورة التى يواجهها أبناء القوات المسلحة والشرطة على المناطق الحدودية وفى سيناء.
ولكن هذا الهدوء الذى يشعر به المواطن حاليا ما جعله ينشغل بتفاصيل الحياة اليومية والأسعار والمعيشة، هو مؤشر واضح على نجاح المنظومة الأمنية فى تحقيق الاستقرار وأن المواطن البسيط أصبح لا يرى أى مؤشرات أمنية خطرة فى حياته اليومية، فبدأ يلتفت إلى أموره الشخصية وعمله وتنمية موارده وتحسين مستوى حياته.
المؤكد لنا جميعا أن قبل أربع سنوات أو أقل قليلا كان لا يزال البعض يخشى من التحرك بحرية فى الشارع المصرى وكنا جميعا نخشى التفجيرات أو مواجهة العناصر الإرهابية التى كانت تستغل كل مناسبة تحاول النيل من أمن واستقرار الدولة المصرية ومواطنيها، ولكن فى سنوات قليلة جدا استطاع تضافر الجهود الأمنية أن يعيد للمواطن المصرى الشعور بالأمن والاستقرار مرة أخرى.
هو ثمن لجهود عظيمة وتضحيات جليلة قدمها أبناء الوطن من القوات المسلحة والشرطة فداءً ليحيا الوطن بأبنائه في أمان واستقرار وعزة، لتحيا مصر الغالية عزيزة.