تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
سؤال تافه فتح أمامى ملف الطب والأطباء فى مصر، وبداية الأمر ترجع إلى مشهد درامى كتبته فى مسلسل ضد مجهول الذى تقوم ببطولته النجمة غادة عبدالرازق، وفى هذا المشهد تنزع إحدى الشخصيات الخرطوم الطبى الموصول فى ذراعها تاركة الكانيولا المغروسة إبرتها فى الوريد مفتوحة وذلك بغية الانتحار، فتندفع الدماء عبر فتحة الكانيولا من الوريد وبعد ساعتين تصاب بهبوط فى الدورة الدموية مما يؤدى ذلك إلى الوفاة، وقبل تصوير المشهد سألنى المخرج طارق رفعت: هل أنت على يقين من المعلومة الطبية، فراجعت على الفور الطبيب الذى نعود إليه لسؤاله واستشارته فى كل الأمور الطبية الموجودة بالمسلسل ولكن هاتفه كان مغلقًا، فرجعت آخر فأخبرنى بأن الوفاة ستحدث إذا كان صمام الأمان فى جهاز الكانيولا مفتوحًا، وكذا الغطاء البلاستيكى الخارجى ولكنه آثر ألا يكون هذا المشهد بداخل المستشفى لأن التمريض يتابع الحالات التى تعلق المحاليل الطبية مرة كل نصف ساعة على الأقل، وبذا فإن الممرضة ستقوم حتما بإنقاذ الموقف إذا وجدت أن المريضة قد نزعت عن ذراعها الخرطوم، وفى هذه الأثناء كان المخرج قد أجرى اتصالًا بطبيب يعرفه فأكد أن الدماء لن تندفع من الكانيولا وأنها ستتجلط فى الحال وهناك استحالة للموت بهذه الطريقة وحين أخبرته برأى الطبيب الأول احتد وقال بالحرف الواحد: قوله إنت حمار.. فقررت مراجعة طبيب ثالث فقال لو كانت الكانيولا فى وريد مركزى وكان المريض يعانى من سيولة فى الدم فإن الوفاة ستحدث فى أقل من ساعة، وهنا وقعنا فى حيص بيص، فاستعنا بطبيب رابع وسألناه عبر الهاتف فأجاب بأن الدم سيتجلط بعد فترة ولن تحدث الوفاة، فأصابنى العند وقررت الاتصال بطبيب خامس فقال بالطبع ستحدث وفاة خلال ساعة لأن الدماء ستندفع عبر فتحة الكانيولا فهذا وريد مفتوح، وهكذا اختلفت آراء الأطباء فى الجواب على سؤال تافه للغاية، وهو ما يحدث حاليًا حين تذهب إلى طبيب فيؤكد لك ضرورة دخولك غرفة العمليات فورًا لإجراء جراحة عاجلة، وقد حدث لى ذلك منذ عدة سنوات حين اكتشف أحدهم وجود كيس مياه على الكلى، وكان مصرًا على ضرورة الجراحة فى الحال فاستعنت بطبيب آخر فضحك وقال لى بالحرف: دا بيشتغلك.. وأوضح لى بأن أكياس المياه على الكلى ظاهرة عند معظم المصريين تمامًا كأكياس الدهون على الكبد، ونفس الشئ يتكرر مع الجميع، فالأدوية التى يكتبها لك الطبيب إذا ذهبت بها إلى آخر سيقول لك لا تتعاطها وسيتهم الطبيب الأول بالجهل ويكتب لك أدوية أخرى، والسؤال الآن: هل من الطبيعى أن تختلف الإجابات فى سؤال طبى تافه كالذى سألناه أم أن هناك أزمة حقيقية يجب التوقف أمامها؟