نستكمل الجزء الثالث من وثيقة صهيونية صدرت من حوالى 36عامًا، تم نشرها فى الجزء الأول من المقال وخطورتها أنك بمجرد قراءتها تتسارع المشاهد أمام عينيك وكأنها سيناريو تم تنفيذه وإخراجه بدقة وبالتفاصيل ماعدا مصر - والحمد لله - رغم المحاولات المكتوبة فى تلك الوثيقة والملاحظ دراستهم لتفاصيل الشرق الأوسط ولطبيعة الشعوب والحالة المادية والمعيشية، وكل شيء وذلك من الخطورة بمكان لأن مبدأ اعرف عدوك جيدا أخطر مبدأ لانتصارك عليه.
-نشرت مجلة كيفونيم فى عام 1982 التي تصدر عن المنظمة الصهيونية العالمية، وثيقة بعنوان «استراتيجية إسرائيلية للثمانينيات» وقد نُشرت هذه الوثيقة باللغة العبرية، وتم ترجمتها إلى اللغة العربية، وقدمها دكتور عصمت سيف الدولة كأحد مستندات دفاعه عن المتهمين فى قضية تنظيم ثورة مصر عام 1988م.
خامسًا سوريا:
ـ إن سوريا لا تختلف اختلافًا جوهريًا عن لبنان الطائفية باستثناء النظام العسكرى القوى الذى يحكمها ولكن الحرب الداخلية الحقيقية اليوم بين الأغلبية السنية والأقلية الحاكمة من الشيعة العلويين الذين يشكلون 12% فقط من عدد السكان تدل على مدى خطورة المشكلة الداخلية.
ـ إن تفكك سوريا والعراق فى وقت لاحق إلى أقاليم ذات طابع قومى ودينى مستقل كما هي الحال فى لبنان هو هدف دولة (إسرائيل) الأسمى فى الجبهة الشرقية على المدى القصير وسوف تتفتت سوريا تبعًا لتركيبها العرقى والطائفى إلى دويلات عدة كما هي الحال الآن فى لبنان.
ـ وعليه فسوف تظهر على الشاطئ دويلة علوية.
ـ وفى منطقة حلب دويلة سنية.
ـ وفى منطقة دمشق دويلة سُنّية أخرى معادية لتلك التى فى الشمال.
ـ وأما (الدروز) فسوف يشكلون دويلة فى الجولان التى نسيطر عليها.
ـ وكذلك فى (حوران) وشمال الأردن وسوف يكون ذلك ضمانًا للأمن والسلام فى المنطقة بكاملها على المدى القريب وهذا الأمر هو اليوم فى متناول أيدينا.
سادسًا العراق:
ـ إن العراق لا يختلف كثيرًا عن جارته ولكن الأغلبية فيها من الشيعة والأقلية من السنة، إن 65% من السكان ليس لهم أى تأثير على الدولة التى تشكل الفئة الحاكمة فيها 20% إلى جانب الأقلية الكردية الكبيرة فى الشمال.
ـ ولولا القوة العسكرية للنظام الحاكم وأموال البترول، لما كان بالإمكان أن يختلف مستقبل العراق عن ماضى لبنان وحاضر سوريا.
ـ إن (بشائر) الفرقة والحرب الأهلية تلوح فيها اليوم، خاصة بعد تولى الإمام (الخمينى) الحكم، والذى يُعتبر فى نظر الشيعة العراقيين زعيمهم الحقيقى وليس الرئيس (صدام حسين).
ـ إن العراق الغنية بالبترول والتى تكثر فيها الفرقة والعداء الداخلى هى المرشح التالى لتحقيق أهداف إسرائيل.
ـ إن تفتيت العراق هو أهم بكثير من تفتيت سوريا وذلك لأن العراق أقوى من سوريا.
ـ إن فى قوة العراق خطورة على دولة (إسرائيل) فى المدى القريب أكبر من الخطورة النابعة من قوة أية دولة أخرى.
ـ وسوف يصبح بالإمكان تقسيم العراق إلى مقاطعات إقليمية طائفية كما حدث فى سوريا فى العهد العثماني.
ـ وبذلك يمكن إقامة ثلاث دويلات أو أكثر حول المدن العراقية.
ـ دولة فى البصرة، ودولة فى بغداد، ودولة فى الموصل، بينما تنفصل المناطق الشيعية فى الجنوب عن الشمال (السنى الكردى) فى معظمه.