في أعلى تلة حطام على ضفة نهر دجلة بوسط المدينة القديمة في غرب الموصل، ينهمك عناصر الجيش والشرطة والدفاع المدني ببزاتهم المرقطة في حركة متواصلة سعياً إلى إخراج الجثث التي لا تزال تحت الأنقاض وتزيد الحرارة المرتفعة من تحللها.
وبكمامات تغطي أنوفهم جراء الرائحة القوية، يعمل رجال الدفاع المدني والجيش والشرطة من دون توقف على انتشال الجثث، رغم خطر الألغام والعبوات غير المفككة في المدينة القديمة التي دمرت تماما جراء المعارك لطرد تنظيم الدولة الإسلامية.
يقول ضابط جهد الانقاذ في الشطر الغربي من الموصل المقدم ربيع إبراهيم، «تم رفع 763 جثة خلال ثلاثة أيام، والعمل مستمر لحين رفع كل الجثث من المنطقة».
ويوضح أن «جثث المدنيين تسلم إلى ذويهم بعد إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من الهويات، فيما تدفن جثث مقاتلي تنظيم داعش، في مقبرة خاصة بمنطقة السحاجي عند أطراف غرب الموصل».
لكن الفرق العاملة تواجه صعوبات يومية خلال عمليات انتشال الجثث.
يقول مدير الدفاع المدني في محافظة نينوى حسام خليل، إن «صعوبة العمل في المنطقة القديمة تكمن بصعوبة إدخال الآليات الثقلية لضيق الأزقة والطرقات، ما يضطرنا إلى استخدام المعدات البسيطة».