أعلن قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط جوزف فوتيل الجمعة، إن "ثقة واشنطن بالجيش العراقي لا تزال كاملة"، مؤكداً أن العلاقة لن تتأثر بنتيجة الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أعطت المرتبة الأولى لتيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يطالب برحيل القوات الأمريكية.
ورداً على سؤال لفرانس برس خلال مقابلة معه عبر الهاتف حول احتمال تدهور العلاقات مع الجيش العراقي في حال تسلم تيار مقتدى الصدر رئاسة الحكومة، قال الجنرال فوتيل: "لدينا علاقات قوية جداً مع قوات الأمن العراقية".
وكان الصدر طالب برحيل القوات الأمريكية بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي.
وأضاف الجنرال الأمريكي "أن جنودهم على غرار جنودنا بعيدون عن السياسة، لقد ركزوا على أمن الانتخابات وأعتقد أنهم قاموا بعمل جيد ... لذا، أنا غير قلق على علاقاتنا مع قوات الأمن العراقية بسبب الانتخابات".
ووصف الجنود العراقيون بأنهم "جيدون جداً. والأولوية بالنسبة إليهم هي ضمان حماية شعبهم وتحسين طاقات ومهنية قواتهم".
وكان وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس أعلن الثلاثاء أن "واشنطن تحترم نتائج الانتخابات العراقية".
وقال في هذا الصدد: "سننتظر النتائج النهائية للانتخابات ونحن نحترم قرارات الشعب العراقي".
ويتنافس مقتدى الصدر مع مجموعات شيعية مقربة من إيران في تركيب الائتلافات تمهيداً لتشكيل الحكومة المقبلة.
وأكد الجنرال فوتيل أن انسحاب الإدارة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني لم يكن له أي تأثير على الأرض في العراق.
وقال في هذا الإطار: "من المؤكد أننا نراقب عن كثب أي تصرف محتمل من إيران أو من المجموعات المتحالفة معها في المنطقة، إلا أننا لم نلاحظ وجود أي تحرك".
ويبدو أن مواقف الصدر تطرح إشكاليات لواشنطن وطهران على حد سواء.
فالأمريكيون يتذكرون تماماً الميليشيا التي كان يتزعمها الصدر ودخلت في مواجهات مع الجيش الأمريكي بُعيد اجتياح الأخير للعراق عام 2003.
كما أن الإيرانيين يعرفون مواقف الصدر المتحفظة جداً حيال نفوذهم في العراق، وهم بالطبع لم يستسيغوا زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية.