كشفت الشرطة الإندونيسية مفاجأة مفادها أن عائلة انتحارية من ستة أفراد مرتبطة بـ "جماعة أنصار الدولة"، المحسوبة على تنظيم "داعش"، هي من نفذت الاعتداءات، التي استهدفت، الأحد، ثلاث كنائس في مدينة سورابايا بجزيرة جاوة الشرقية جنوبي البلاد.
ونقلت "فرانس برس" عن قائد الشرطة الإندونيسية تيتو كارنافيان، قوله إن العائلة الانتحارية مكونة من أم وأب وطفلتين بعمر 9 أعوام و12 عاما، وولدين بعمر 16 و18 عاما.
وكان فرنس بارونغ مانغيرا المتحدث باسم الشرطة في جزيرة جاوة الشرقية، أكد في حصيلة سابقة مقتل 13 شخصا وجرح 41 آخرين في اعتداءات منسقة استهدفت ثلاث كنائس سورابايا، ثاني أكبر مدن إندونيسيا بعد العاصمة جاكرتا.
وندد الرئيس الإوندنيسي جوكو ويدودو بالاعتداءات، قائلا للصحافيين: "علينا أن نتحد بمواجهة الإرهاب"، مضيفا أن "الدولة لن تتهاون مع هذا العمل الجبان".
وتبنى تنظيم "داعش" الإرهابي مسئولية الاعتداءات، فيما أظهرت مشاهد بثتها شبكات التلفزة ما يبدو أنه رجل على متن دراجة يدخل كنيسة قبيل التفجير.
وقال شهود عيان للتليفزيون الإندونيسي إن أحد الانتحاريين امرأة محجبة معها ولدان، وأظهرت صور أخرى سيارة تحترق وتصاعد دخان أسود كثيف، كما أظهرت بعض الصور جثة ممددة أمام مدخل كنيسة "سانتا ماريا" الكاثوليكية في سورابايا، ودراجات نارية على الأرض وسط الأنقاض.
وقال رومان البالغ من العمر 23 عاما الذي شهد التفجير في كنيسة "سانتا ماريا" لوكالة الأنباء الفرنسية "كنت مذعورا. كثر كانوا يبكون".
وفكك خبراء الشرطة قنبلتين في كنيسة "العنصرة" في وسط سورابايا التي استهدفها أحد الاعتداءات، كذلك استهدفت الاعتداءات كنيسة "كريستن ديبونيغورو".
وتأتي الاعتداءات بعد أيام على مقتل خمسة عناصر من قوة مكافحة الشغب الإندونيسية وأحد السجناء في مواجهات داخل سجن شديد الحراسة في ضاحية العاصمة جاكرتا أخذ فيه سجناء إسلاميون أحد الحراس رهينة.
وكان تنظيم داعش أعلن مسئوليته عن تلك المواجهات الأمر الذي استبعدته الشرطة الإندونيسية حينها.
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت الشرطة الإندونيسية مقتل أربعة مشتبه بانتمائهم لـ"جماعة أنصار الدولة" في تبادل لإطلاق النار خلال عمليات دهم مرتبطة بأعمال الشغب داخل السجن.
ويبلغ عدد سكان إندونيسيا 240 مليون نسمة حوالى 90% منهم مسلمون، وتضم كذلك أقليات مهمة مسيحية وهندوسية وبوذية.
وفي أعقاب أعنف هجوم إرهابي شهدته إندونيسيا عام 2002، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص في جزيرة بالي السياحية، شنت السلطات حملة ضارية على الجماعات المتشددة.
لكن السنوات الأخيرة شهدت هجمات داخل إندونيسيا أعلن تنظيم داعش مسئوليته عنها، وأودى الهجوم الأول بحياة منفذيه الأربعة في يناير عام 2016.
وفي فبراير الماضي، أُصيب عدد من الناس في هجوم بسيف على كنيسة في منطقة سليمان في مدينة يوغياكرتا، وقالت الشرطة إن منفذ هذا الهجوم حاول الانضمام قبل تنفيذ الهجوم إلى تنظيم داعش في سوريا.