وسأظل أواصل كشف المخططات والمؤامرات ضد مصر والشرق الأوسط التى جاءت على ألسنة الغرب فى تصريحاتهم ومقالاتهم وكتبهم، وللأسف لم يلتفت إليها أو يقرأها الشرق الأوسط بعين الحذر والاعتبار واليوم بعد تقسيم الشرق الأوسط ونجاح المخططات ماعدا مصر بفضل الله التى قلبت عليهم الموازين وقالت كلمتها: "أنا مصر باقية رغم أنفكم أجمعين وتحيا مصر رغم الجميع".
سنتناول وثيقة صهيونية وخطورتها إنك بمجرد قراءتها تتسارع المشاهد أمام عينيك وكأنها سيناريو تم تنفيذه وإخراجه بدقة وبالتفاصيل ماعدا مصر-والحمد لله- رغم المحاولات المكتوبة فى تلك الوثيقة والملاحظ دراستهم لتفاصيل الشرق الأوسط ولطبيعة الشعوب والحالة المادية والمعيشية وكل شيء وذلك من الخطورة بمكان لأن مبدأ إعرف عدوك جديدا أخطر مبدأ لانتصارك عليه
نشرت مجلة كيفونيم في عام 1982 التي تصدر عن المنظمة الصهيونية العالمية، وثيقة بعنوان استراتيجية اسرائيلية للثمانينات وقد نُشرت هذه الوثيقة باللغة العبرية، وتم ترجمتها إلى اللغة العربية، وقدمها دكتور عصمت سيف الدولة كأحد مستندات دفاعه عن المتهمين في قضية تنظيم ثورة مصر عام 1988
وإن تقسيم العراق كأحد أهداف الحرب على العراق مارس 2003 هو أحد الأفكار الرئيسية الواردة فى الوثيقة والخطط التى سعت إلى تقسيم السودان وفصل الجنوب ومخطط تقسيم لبنان إلى عدد من الدويلات الطائفية الذي حاول الصهاينة تنفيذه فى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي وفشل فى تحقيقه ويعد تطبيقا عمليا لما جاء فى تلك الوثيقة والأخطار والمحاولات التى تتعرض لها مصر قد وردت بالتفصيل فى تلك الوثيقة الصهيونية،نص الوثيقة كالتالى:
أولا: نظرة عامة على العالم العربي الإسلامى:
-إن العالم العربي والإسلامى هو بمثابة برج من الورق أقامه الأجانب(فرنسا-بريطانيا فى العشرينيات) دون أن تضع فى الحسبان رغبات وتطلعات سكان هذا العالم.
-لقد قسم هذا العالم إلى 19 دولة كلها تتكون من خليط من الأقليات والطوائف المختلفة التى تعادى كل منهما الأخرى، وعليه فإن كل دولة عربية إسلامية معرضة اليوم لخطر التفتت العرقي والاجتماعى فى الداخل إلى حد الحرب الداخلية كما هو الحال فى بعض هذه الدول.
وإذا ما أضفنا إلى ذلك الوضع الاقتصادى يتبين لنا كيف أن المنطقة كلها فى الواقع بناء مصطنع كبرج الورق لا يمكنه التصدي للمشكلات الخطيرة التى تواجهه.
-فى هذا العالم الضخم المشتت توجد جماعات قليلة من واسعي الثراء وجماهير غفيرة من الفقراء إن معظم العرب متوسط دخلهم السنوى حوالي 300 دولار فى العام.
-إن هذه الصورة قائمة وعاصفة جدا للوضع من حول دولة إسرائيل وتشكل بالنسبة لها تحديات ومشكلات وأخطار ولكنها تشكل أيضًا فرصا عظيمة.
ثانيا مصر:
-فى مصر توجد أغلبية سُنّية مسلمة مقابل أقلية كبيرة من المسيحيين الذين يشكلون الأغلبية فى مصر العليا حوالي 8 ملايين نسمة وكان الرئيس محمد أنور السادات قد أعرب فى خطابه فى مايو 1980 عن خشيته فى أن تطالب هذه الأقلية بقيام دولتها الخاصة أى دولة مسيحية جديدة فى مصر.
-الملايين من السكان على حافة الجوع نصفهم يعانون من البطالة وقلة السكن فى ظروف تعد أعلى نسبة تكدس سكانى فى العالم.
-وبخلاف الجيش فليس هناك أى قطاع يتمتع بقدر من التنظيم والانضباط والفاعلية.
-والدولة فى حالة دائمة من الإفلاس بدون المساعدات الخارجية الأمريكية التى خصصت لها بعد اتفاقية السلام.
-إن استعادة شبه جزيرة سيناء بما تحتويه من موارد طبيعية من احتياطى يجب إذن أن يكون هدفا أساسيا من الدرجة الأولى اليوم.
-إن المصريين لن يلتزموا باتفاقية السلام بعد إعادة سيناء وسوف يفعلون كل مافى وسعهم لكى يعودوا إلى أحضان العالم العربي وسوف نضطر إلى العمل لإعادة الأوضاع فى سيناء إلى ما كانت عليه فى السابق.
-إن مصر لا تشكل خطرا عسكريا استراتيجيا على المدى البعيد إذا كانت مفككة من الداخل ومنقسمة ويسهل علينا إعادتها حينئذ إلى الوضع الذي كانت عليه بعد حرب يونيو1967 بطرق عديدة.
