لا أدري ما هو سر اختيار الحكومة الرشيدة ليوم الخميس لاتخاذ جميع قرارات "تعجيز الشعب".. فرغم أنه من المعروف أن الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء ينعقد الأربعاء من كل أسبوع إلا أنها تصر على "التنكيد" على ملايين المصريين ربما لإفساد عطلة نهاية الأسبوع التي تعتبر فرصة ذهبية في كل دول العالم، إلا مصر المحروسة طبعا، للاستمتاع بيوم العطلة الأسبوعية بأي طريقة كانت.
فكعادتنا كمصريين نتفاجأ صباح الجمعة بقرارات الحكومة بزيادة الأسعار ما ينكد علينا جميعا، لكن هذه المرة قد اختلف الوقت حيث قام وزير النقل بتقديم "الأمسية" الخاصة به ليلة أمس الخميس باتخاذه قرارا برفع أسعار تذاكر المترو "وسيلة الغلابة" إلى ثلاث شرائح أدناها 3 جنيهات وأقصاها 7 جنيهات.
سيدى الوزير هل أجريت دراسة لمثل هذه القرارات قبل اتخاذها؟ هل قام السادة مساعدو الوزير ومسئولو المكتب والسادة أصحاب الرؤية باتخاذ القرار داخل الوزارة بالتفكير ولو لدقيقة قبل الموافقة على مثل هذه القرارات التي من شأنها أن تقضى على ما تبقى من حلم المواطن البسيط في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية؟ هل نظرتم فى حال فئات الشعب المختلفة.. وهل هذا هو فهمكم أو تنفيذكم لوعود الرئيس عبدالفتاح السيسي للفقراء منذ توليه مسئولية البلاد بالرأفة بهم والحنو عليهم أفيدونا؟.
بحسبة بسيطة هيا بنا نحسبها "بالورقة والقلم" فإذا كان لدينا ملايين المواطنين ممن يتقاضون الحد الأدنى للأجور الذى كفله الدستور وهو 1200 جنيه شهريا ولنفترض أنه يطبق عليه الشريحة الثانية من شرائح المترو 5 جنيهات يوما أى ما يعادل 260 جنيها شهريا ذهابا وإيابا حتى يتمكن من الذهاب إلى عمله، ولنفترض أن لديه ابنان فقط يتوجهان للجامعة وسنطبق عليهما الشريحة الأولى مثلاً "3 جنيهات"، فتكون التكلفة 312 جنيها ذهابا وإيابا للاثنين (الحسبة على أساس الشهر 26 يوما بعد حذف يوم الجمعة)، ماذا تبقى لكى يكمل الشهر من طعام ومأكل ومشرب وعلاج؟، نعلم جيدا أن الأغلبية العظمى للشعب المصري لا يعرف شيئا عن الرفاهية ولكنه قد يصبح بعد قليل من الأيام المقبلة لا يعرف شيئا عن الحياة، أصبحنا لا نسمع إلا عن زيادة فى الأسعار فى كافة مناحي الحياة مما يترتب عليه مشكلات أمنية واجتماعية كثيرة جدا، هل هذا هو الحل الأمثل لجميع مشاكل الحكومة؟ هل الزيادة وارتفاع الأسعار وإلغاء الدعم هو الطريق الوحيد للخروج من عنق الزجاجة؟ هل جلس خبراء الاقتصاد والمختصين داخل الدولة وأغلقت جميع الأبواب فى وجوههم ولم يتبق لهم إلى باب المواطن الغلبان أم ماذا؟.
سيادة وزير النقل.. إن زيادة أسعار التذاكر بهذه الطريقة يترتب عليه مشكلات عدة داخل الأسرة نظرا لمتطلبات الحياة الزيادة حبتين ثلاثة، فبدلا من أن تقوم سيادتكم برفع تذكرة المترو على المواطن الغلبان كان لا بد من عقد اجتماع موسع بجميع قيادات الوزارة وطرح حلول لتتمكن وزارتكم المبجلة من التطوير أولا ثم إيجاد حل ثانيا ثم يشعر المواطن بالتغيير والتطوير وتقديم خدمة مميزة قبل أولا.
وفي النهاية أوجه حديثي لدولة رئيس الوزراء: نرجو من حكومتكم الموقرة أن تدرس وتحلل مثل هذه القرارات وننظر إلى الجانب الآخر منها نبحث عن باب آخر بعيدا عن باب المواطن الشقيان.. وأتوسل إليكم الكف عن استفزاز الشعب المصري لأن مثل هذه القرارات، وغيرها المنتظرة، تصب في مصلحة المواطنين.