الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

خالد محيي الدين برلمانيًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
• يعد خالد محيى الدين زعيم اليسار المصرى، والذى رحل عن دنيانا منذ أيام قليلة، واحدًا من أبرز البرلمانيين المصريين على مدار تاريخ الحياة النيابية المصرية، بل يعد واحدا من أفضل مائة برلمانى مصرى ليس بمقياس الكم وحجم الممارسات البرلمانية له تحت قبة مجلس الشعب، ولكن بمقياس الكيف والمواقف الصريحة الواضحة..
• والجيل الحالى قد لا يعرف الكثير عن النائب خالد محيى الدين، الذى مثّل شعب مصر عن دائرة كفر شكر مسقط رأسه لعدة سنوات تحت قبة البرلمان المصرى، خاصة خلال الفترة من 1990 حتى عام 2005..
• ومن حق الجيل الحالى، بل من حق خالد محيى الدين، أن نسترجع مواقفه البرلمانية تحت قبة البرلمان المصرى، وأن نسجل هذه المواقف لكى يطلع عليها الجيل الحالى، بل يطلع عليها نواب البرلمان، وبصفة خاصة نواب المعارضة، لكى يتعلموا منها أصول المعارضة الوطنية بعيدا عن التشنج والانفعال، خاصة أن خالد محيى الدين كان دائما لديه الحجة القوية بالصوت الهادئ المقنع..
• واستطاع خالد محيى الدين من خلال ممارساته البرلمانية المعارضة تحت قبة البرلمان على مدار 20 عاما فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، أن يحظى باحترام وحب قيادات ورموز الأغلبية فى ذلك الوقت، إلى جانب احترام وتقدير المعارضة؛ لأنه لم يكن يجيد لعبة المعارضة من أجل المعارضة، أو تبنى شعار «أنا أعارض إذن أنا موجود..».
• وقد كان لى الحظ أن أعاصر البرلمانى الوطنى الشريف خالد محيى الدين بحكم عملى كمحرر برلمانى خلال تلك الفترة، كما رافقته فى العديد من الزيارات والسفريات البرلمانية الخارجية؛ حيث كان الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس البرلمان خلال هذه الفترة، حريصا على وجوده ضمن هذه الوفود، خاصة فى اجتماعات الاتحاد البرلمانى الدولى، وكان يناديه دائما بلقب «الأستاذ»، بل كان يقدمه فى الحديث على قيادات ورموز الحزب الوطنى.
• ورغم وجود خالد محيى الدين فى هذه السنوات نائبا بالبرلمان وما شهدته هذه الفترة من مناقشة العديد من استجوابات المعارضة لوزراء الحكومة بما فى ذلك نواب حزب التجمع، ومنهم النائب البدرى فرغلى، إلا أن خالد محيى الدين خلت سيرته البرلمانية من قيامه بتقديم أو توجيه أى استجواب للحكومة خلال 20 عاما قضاها تحت القبة فى عهد مبارك..
• ولعل السبب الحقيقى فى عدم إقدامه على توجيه أى استجوابات للحكومة، كما روى لى ردًا على سؤالى له فى إحدى الزيارات البرلمانية إلى أستراليا، أن الاستجواب البرلمانى بمثابة اتهام للوزير المختص وأنه أشبه بلعبة الشطرنج، وعندما يقول أحد اللاعبين للآخر «كش ملك»، لا بد أن يموت الملك ويفوز هذا اللاعب، ولا بد أن يقول المستجوب للوزير «كش ملك» فلا يجد الوزير أى مناحى للهرب، ولا بد من إسقاط هذا الوزير.
• وأكد المرحوم خالد محيى الدين لى أن بعض الاستجوابات التى تقدم لعدد من الوزراء، تساعد بل وتسهم فى بقاء هؤلاء الوزراء فى مناصبهم بدلا من رحيلهم عنها، وأنه بدلا من خروج المستجوب منتصرا فى تلك المعركة البرلمانية يخرج الوزير منتشيا ومنتصرا أيضا..
• وكان لخالد محيى الدين مواقف واضحة من جماعة الإخوان الإرهابية؛ حيث كان نائبا فى دورة 2000-2005، والتى شهدت وجود مجموعة الـ17 للإخوان، وكان المعزول محمد مرسى نائبا ويجلس بالقرب من خالد محيى الدين، وحاول كثيرا إيجاد آليات للتنسيق بين الإخوان ونواب التجمع، إلا أن خالد محيى الدين كان دائما رافضا لأى آلية للتنسيق والتعاون مع نواب جماعة الإخوان الإرهابية بأى صورة من الصور، وردت الإخوان له هذا الموقف فى انتخابات 2005، وفاز إخوانى على مقعده بكفر شكر..
• فسيرة ومواقف خالد محيى الدين البرلمانية والمسجلة فى مضابط البرلمان تحتاج إلى تسجيلها ونشرها على نواب البرلمان والرأى العام لاستخلاص الدروس والعبر من تلك السيرة، وتعلم أصول المعارضة الوطنية تحت قبة البرلمان لرجل أحب الوطن ودافع عن الديمقراطية ورفض المساومة على مواقفه والتنازل عن مبادئه.
-----------------
كوتيشن: سيرة ومواقف خالد محيى الدين البرلمانية والمسجلة فى مضابط البرلمان تحتاج إلى تسجيلها ونشرها على نواب البرلمان، والرأى العام لاستخلاص الدروس والعبر من تلك السيرة، وتعلم أصول المعارضة الوطنية تحت قبة البرلمان لرجل أحب الوطن ودافع عن الديمقراطية ورفض المساومة على مواقفه والتنازل عن مبادئه