الهلال الشيعي مستمر في مساره، سيطر على عدد من الدول مثل لبنان، العراق، وتحارب لذلك في سوريا اليمن، وتتقاسم السيطرة في قطر، فلسطين، وتحاول جاهدة في ليبيا، السودان، وكما هو معروف في الفكر السياسي بأنه لا مكان لضحالة الرؤية أو حتى النوايا الطيبة. فالأمر لا يحتمل التجربة خاصة إذا كان الحديث عن معول تخريب للوطن العربي بأثره مثل "إيران".
إن أبعاد الخطر الإيراني التي مازالت تتعامل مع منطقتها القريبة باعتبارها الدولة الفارسية ذات طموحات التوسعات قد يعبر بشكل واضح عن ماهية أطماع هذه الدولة الأخطبوطية والتى لها أذرع فعلية في كل دولة تفتح لها مجال التعاون. فيكون الأمر كمن فتح ثقبا في جدار تتسلل منه افعي لنشر التفرقة والفن والطائفية المقيتة.
يظهر ذلك بوضوح في ذراع إيران بلبنان وهو حزب الله وما تم في الانتخابات النيابية الأخيرة التي تشير النتائج إلى حصد ما يقرب من الخمسون بالمائة من المقاعد لحزب الله وحلفائه ثم الحوثيين في اليمن والتواجد الطائفي المدمر في العراق والسيطرة التامة على الوضع على الساحة السورية والمحاولات في قطر وفلسطين وليبيا والسودان بالإضافة إلى الأذرع الممتدة في العمق الأفريقي. فإيران دولة توسعية تملك أفكار طائفية تريد نشرها لتتمكن من السيطرة وأحداث الشقاق، ولاشك أن هذا الأمر ممتد تحديدا منذ قيام الثورة الخمينية أو ما أطلق عليها زيفا الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، وتعد الدولة المصرية من الدول القوية التى تصدت للمد الثوري الايراني بكل أشكاله في المنطقة ودعمات الدول العربية وخاصة الدول الخليجية في هذا الأمر بل ويحسب لها إيقاف هذا المد الأمر الذى يعد انتصارًا للدولة المصرية يستحق الثناء والإشادة طوال الفترة منذ اندلاع الثورة الخمينية وحتى العام 2011، وقد ظهر مع بداية حكم الجماعة الإرهابية لجمهورية مصر العربية المحاولات المستميتة من الجانب الإيراني للتوغل في الدولة المصرية وهو الأمر الذي ظهر جليا عندما رفع الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد لعلامة النصر داخل مشيخة الأزهر.
هذا من ناحية مد الأزرع أما من ناحية تمويل الجماعات الارهابية فيظهر ذلك بوضوح من احتفاء ايران بالقاتل الارهابي " خالد الاسلامبولي " قاتل الرئيس الأسبق محمد أنور السادات فمهما كان الاختلاف السياسي بين نظام الخميني مع الرئيس السادات فلا يمكن أبدا قبول الاحتفاء بقاتله أو الاحتفاء بأي مجرم على الإطلاق. لقد حارب الرئيس السادات بالفعل إسرائيل وانتصر عليها في حرب أكتوبر المجيدة فهل حاربت ايران اسرائيل رغم كل الدعاية والاموال التى تنفقها وتجوع شعبها بحجة مواجهة إسرائيل، الأمر الذى لا يخرج عن نطاق التلاعب باستخدام العقائد والخطب الزاعقة. إن الرئيس السادات حقق مالم تحققه إيران فكيف يمكن الاحتفاء بالمجرم الذى قتله وإطلاق إيران شارعا باسمه في عاصمتها طهران.
الواقع وما يدور في داخل إيران رغم التعتيم الإعلامي الشديد عليه يسير في اتجاه واحد وهو التاكيد علي فشل الحكم باسم الله وادعاء قيام الدولة الدينية. لهذا فموقف الدولة المصرية وتعاملها السياسي مع دولة ايران موقف ناجح بل بكل المقاييس في ظل تساقط العواصم والأنظمة العربية واحده تلو الأخرى في الهلال الشيعي.