قال الكاتب البريطاني ديفيد جاردنر إن حزب الله أحرز نقطة أخرى بينما لبنان تندفع على طريق الحرب.
ورصد جاردنر -في مقاله بالفاينانشيال تايمز- فوز جماعة حزب الله وحلفائها بأكثر من نصف مقاعد البرلمان اللبناني الـ 128؛ ورجحّ الكاتب أن الجماعة المدعومة من إيران، بعد هذا الفوز، سترفع راية الشرعية على أرض اكتسبتها بقوة السلاح.
وأكد أنه ليس حدثًا عاديا أن يُجري بلدٌ عربي انتخابات حرة واسعة، على غرار ما فعله لبنان، دولة الأقليات ذات الـ 18 طائفة دينية والتي لا تزال جراح الحرب الأهلية الطائفية التي امتدت بين عامي 1975 و1990 ماثلةً في أذهان شعبها.
واعتبر جاردنر أنه وبالمقارنة مع حمّام الدم في سوريا والاقتتال الطائفي في العراق منذ الاجتياح الأمريكيّ عام 2003 - فإن اللبنانيين يمكنهم أن يعتبروا أنفسهم محظوظين نسبيا - على الأقل لحدّ الآن.
ونوه الكاتب عن اتفاق تقاسم السلطة الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية والذي يقضي بتقسيم البرلمان مناصفة بين المسلمين والمسيحيين وبأن يتولى الرئاسة مسيحيٌ بينما رئاسة الوزراء مسلمٌ سُني فيما يترأس البرلمان شيعيٌ.
وقال جاردنر إن جماعة حزب الله قد تخطت حاجز الأغلبية عبر تحالفها مع حزب "حركة أمل" الشيعيّ بقيادة نبيه برّي رئيس مجلس النواب المخضرم وتحالفها مع الرئيس ميشيل عون قائد أكبر حزب مسيحي، بالإضافة إلى التحالف مع عدد من التجمعات السُنية.
ورأى صاحب المقال أن هذا الفوز الانتخابي الذي أحرزته جماعة حزب الله دفع إسرائيل بقوة إلى القول إنها في حربها الحتمية التالية مع لبنان لن تفرّق بين الجماعات شبه المسلحة والدولة اللبنانية بخلاف ما حدث في الصراع الأخير عام 2006.
ولم يستبعد جاردنر أيضا أن يغري هذا الفوز الانتخابي الولايات المتحدة بسحْب دعمها العسكري للجيش اللبناني.
ورأى الكاتب أن أكثر ما يبعث على القلق من هذه الانتخابات بالنسبة للبنان هو أن أكبر قضية يواجهها البلد لم تكد تُطرح للنقاش، والمتمثلة في خوض حرب مع إسرائيل كجزء من مواجهة بين الأخيرة من جهة وإيران من جهة أخرى.
واستطرد جاردنر قائلا إنّ عدم طرح القضية للنقاش في لبنان ليس أمرًا مدهشا؛ ذلك أن القرار في تلك القضية سيُتّخذ في مكان آخر.