الأربعاء 04 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ماذا يريد الجمهور من الصحافة..؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتهى المؤتمر الصحفى الذى عقده وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى دكتور طارق شوقى الأسبوع الماضى ليطرح على الرأى العام خطته لتطوير منظومة التعليم، دون أن يؤتى أُكله، فقد ظلت رؤية الوزير غامضة، والتساؤلات الكاشفة لجوانب الغموض أو القصور فيها عالقة بلا إجابة.
النتيجة تظاهرات لأولياء الأمور واتهامات بوضع سياسة تعليمية تميز بين الفقير والغني، ولغط حول تعريب المناهج العلمية، مما اضطر الوزير للخروج على شاشات الفضائيات لينفى تهمة تعريب المناهج، وتقديم تعليم حكومى متواضع لأبناء الفقراء فى إطار توجه الدولة للتخفف من أعباء الخدمات وفى القلب منها خدمة التعليم وليؤكد أن التعليم الحكومى سيكون بفضل النظام الجديد أفضل من التعليم الخاص.
ربما تكون أحد أسباب إخفاق المؤتمر الصحفى فى تحقيق أهدافه اكتفاء الوزير بطرح عناوين عريضة لاستراتيجيته الجديدة، وإحجامه عن الخوض فى التفاصيل، خاصة حول طبيعة منهج مادة اللغة الإنجليزية التى ستدرس للتلاميذ خلال مرحلة الـ«كى جي»، وسنوات التعليم الابتدائي، ومستوى التعليم الذى سيتلقاه التلاميذ الذين لم يشملهم النظام الجديد، وصولا إلى الآلية التى سيلتحق بموجبها طلاب الثانوية التراكمية بالجامعات بعد حصولهم على شهادة إتمام التعليم المصري، ومستقبل الطلاب الذين لم يلتحقوا بالجامعات فى سوق العمل.
ومع ذلك يتحمل الصحفيون الذين شاركوا فى تغطية المؤتمر الصحفى القدر الأكبر من المسئولية إذ كان عليهم أن يعدوا العدة قبل دخول قاعة المؤتمر الصحفى وأن يذهبوا مسلحين بتساؤلاتهم،وأن يستخدموا مهاراتهم فى استنباط الأسئلة من حديث الوزير لاستفزازه ليخوض فى شرح التفاصيل.
وبفرض أن الوزير لم يقدم إجابات على بعض تلك الأسئلة فإن مجرد نشرها فى إطار التغطية الصحفية كان سيساعد الجمهور على تشكيل رأى عام واع وضاغط يجبر الوزير على استكمال جوانب القصور فى استراتيجيته، أو تعديل بعض جوانبها بما يحقق المصلحة العامة.
للأسف تم نقل عرض الوزير فى شكل تصريحات صحفية سطحية دون طرح أسئلة تعكس حاسة الصحفى التى تستشعر المعلومات الغائبة فى حديثه التى يحتاجها القارئ.
ما سبق نموذج مصغر للمعالجات الصحفية لأغلب القضايا الرئيسية التى تهم الرأى العام المصرى وفى رأيى أن هذا النوع من المعالجات التى تفتقد التقاليد المهنية السبب الرئيسى فى تراجع توزيع الصحف الورقية، ناهيك عن انعكاساتها السلبية على مصداقية أغلب وسائل الإعلام.
نهاية الأسبوع الماضى كشف رئيس الهيئة الوطنية للصحافة الكاتب الصحفى كرم جبر عن الإعداد لاستطلاع رأى هو الأول من نوعه فى مصر لمعرفة ما يحتاجه القارئ من الصحافة وتحدث عن ضرورة خضوع الصحفيين لدورات مهنية مكثفة للتدريب على استخدام التكنولوجيا الحديثة بمجال الصحافة والاعلام.
فى تقديرى أن القارئ لا يحتاج من الصحافة سوى أن يقوم أبناؤها بعملهم وفقا للأصول والقواعد المهنية العادية والتى تتلخص فى تقديم معلومة وافية بها إجابات عن الأسئلة الخمس الشهيرة «ماذا ولماذا وكيف ومتى وأين»،ليقدم للقارئ الحقيقة مجردة، وهنا يسهم الصحفى فى تشكيل رأى عام ناضج دون توجيهه نحو مسار بعينه.
فى مقاله المنشور بصحيفة روز اليوسف والمعنون بـ«يا صحافة يا» دعا الكاتب الصحفى حازم منير إلى إجراء دراسات دقيقة حول حجم تراجع توزيع الصحف، وأسباب إحجام الجمهور عنها باستطلاع رأى موسع، وهنا ليسمح لى الكاتب الصحفى الكبير كرم جبر بالانحياز إلى التصور الذى يطرحه منير ذلك أن النتائج والدلالات التى سنحصل عليها من سؤال الجمهور حول سبب إحجامه عن الصحافة الورقية ستكون أدق وأوضح وأكثر مباشرة فى كشف جوانب القصور والتعرف على مزاج القارئ المصري، بالمقارنة بسؤاله عما يحتاجه من الصحافة.
ومع ذلك فإن هناك مشكلة قد لا ننتبه لها فى طريقة طرح أزمة الصحافة الورقية حيث يلخصها البعض فى ظهور الإعلام الرقمي، كمنافس لها بل ومهدد لوجودها وكأن الصحافة الإلكترونية لا تعانى من أية مشكلة، على الرغم من أن هذه الأخيرة تعانى من أخطر أمراض المهنة ألا وهو نشر الخبر مجتثرا غير مدقق، والتعامل مع ما تنشره مواقع التواصل الاجتماعى من أخبار ومعلومات كحقائق موثقة، علاوة على نشر البيانات الصحفية الرسمية بدون متابعات أو حتى تقديم خلفيات تشرح للقارئ سياق ما تتداوله من معلومات وأخبار جديدة وللأسف انتقلت عدوى هذه الأمراض إلى الصحافة الورقية.
قبل التدريب على استخدام التكنولوجيا نحتاج إلى ترسيخ قيم ومفاهيم وأصول المهنة عبر دورات تدريبية، وآلية محاسبة صارمة من خلال نقابة الصحفيين التى غاب دورها لأسباب معلومة.
---------------------
اقتباس: دعا الكاتب الصحفى حازم منير إلى إجراء دراسات دقيقة حول حجم تراجع توزيع الصحف، وأسباب إحجام الجمهور عنها باستطلاع رأى موسع، وهنا ليسمح لى الكاتب الصحفى الكبير كرم جبر بالانحياز إلى التصور الذى يطرحه منير.