الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"معلولا".. عالم بلا ضمير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
* "علينا أن نتعلم العيش معا كإخوة، أو الموت كأغبياء".
* "في النهاية لن نذكر كلمات أعدائنا، بل صمت أصدقائنا".
من أقول "مارتن لوثر كينج"

القيم الإنسانية، الضمير العالمي، السلم الاجتماعي، شعارات براقة رددتها دول عظمى قدمت نفسها للعالم على أنها مالكة الحرية والعدل والضمير، وآمن العالم بالقيم الأمريكية باعتبارها رمزا للقيم السامية، وبمرور الزمن استيقظنا على صدمة عنيفة، فهي ليست رموزا وإنما أقنعة تتبدل لحين تحقيق المصالح، فمات الضمير وانعدمت الأخلاق وفني السلم الاجتماعي والدولي، لتظهر أقبح ما في الطبيعة الإنسانية وانتهازية الدول العظمى وشراسة الإنسان ضد أخيه الإنسان.
وسقطت مصداقية تجار الأديان ومحتكري الحقيقة الذين أساءوا لدينهم قبل غيرهم، لأنهم قرنوا تدينهم بأعمال القتل وسفك الدماء والنحر، بل اولاغتصاب أيضا، اغتصاب ظاهر واغتصاب مستتر في نكاح جهاد، شوّهوا كل شيء وأسقطوا كل فضيلة فأساءوا إلى الدين أيضا.
تحولت بوصلة الغرب من دول حامية للقيم إلى دول منتهكة للقيم، من دول ضد الإرهاب إلى دول تعضّد الإرهاب، والأسوأ أنها تعضّد المغتصبين السارقين الذابحين للمسالمين، ليسقط القناع الغربي وتظهر الحقائق ويكتشفها البسطاء ليلبسها قناع العار بدلا من القيم.
"معلولا"، بلدة سورية ذات أغلبية مسيحية، يقتحمها السفاحون باسم الدين ويهجمون على أديرة الراهبات ويخطفون 15 راهبة، في عملية خزي لفاعليها وعار لمن موّلهم وسلّحهم، وأمام عالم صامت ودول عظمى فضحت ودول غربية شاهدة صامتة صمت الشيطان.
مريم، فتاة مسيحية ذات 15 عاما، اغتصبتها جماعة "أنصار الإسلام"!، اغتصبوها واحد تلو الآخر، 15 وحشا كاسرا مفترسا يتعاقبون عليها، لتصاب المسكينة بالجنون، ثمّ يطلقون الرصاص عليها ويغتصبون روحها أيضاً بعد أن اغتصبوا جسدها وطفولتها وبراءتها وقداستها.
أسرة كاملة اغتصبوا نساءها باسم الله!، حاشا لله أن يكون مغتصبا، حاشا للدين أن يحوّل الإنسان إلى مفترس، حاشا للبشر أن يتحوّلوا إلى وحوش باسم الدين، وآخر المطاف يلقون بالجثث في بئر المنزل لتخرج الجثث شاهدة على تلويث الدين وحقارة تدينهم.
العار وكل العار على عالم أصبح غابة حوّلتها دول غربية - تسير في ركب دول عظمى - فأين ألمانيا، أين فرنسا، أين إنجلترا، وأين..، كل الدول فقدت قيمها وإنسانيتها ووقفت تعضد جماعات إرهابية تقتل البشر وتأكل أكبادهم وتنحر رقابهم وتغتصب فتاتهم، وعالم غربي بلا ضمير.
راهبات "معلولا" ومريم والعديد من الأسر السورية، شاهدون على سقوط الغرب وقيمه التي تحولت من وقوفها ضد الإرهاب إلى تعضيده، من قيم الشرف إلى انتهاكه، ومن الحفاظ على المسالمين إلى نحرهم، ومن الوقوف أمام التيارات الإسلامية الإرهابية إلى مموّل لهم بالسلاح والمال.
العار كل العار لدول حوّلت القيم إلى قناع، وتحوّلت بوصلتها من الإنسانية إلى الإرهابية، ونحن نشاهد مصيبة خطف الراهبات واغتصاب الفتيات ونحر الرقاب لا نملك سوى الدعاء بالعار، كل العار.
العار كل العار لشيوخ اعتلوا منابر فبدّلوها من منابر تنشر العدل والحب والجمال إلى منابر ناشرة للقبح والتطرف والإرهاب.
العار كل العار لشيوخ بدلاً عن الزود عن الدين وسماحته، تحوّلوا إلى أدوات في أيدي الإرهاب، يساهمون في تشويه الدين بتعضيدهم لجماعات الإرهاب المتأسلمة.
العار كل العار لدول ودويلات تسير على خطى دول عظمى، في تنفيذ مخطط الفوضى غير الخلاّقة.
العار كل العار لقنوات ووسائل إعلام تمجّد الإرهاب.
العار كل العار لنا.. لأننا نشاهد ونصمت.