تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
بمجرد خروج الجمهور السعودى من مسرح مركز الملك فهد عقب انتهاء الأوبرا المصرية من حفلها مساء الأربعاء الماضى، انطلقت تغريداتهم على شبكات التواصل الاجتماعى، معربة عن سعادتهم البالغة بتلك الليلة الاستثنائية فى حياتهم، وهنا «مربط الفرس»، فقد تحرك من مطار القاهرة 45 فنانًا وعازفًا نحو أرض لم يلمسوها، بدعوة من وزير الثقافة السعودى، ليقدموا هناك نماذجا من روائع الموسيقى المصرية الأصيلة.
هذه خطوة واسعة لاستعادة دور القوة الناعمة القادرة على إزالة وحل أية تعقيدات بين الشعوب، تغريدات من حضروا الحفل تكشف بوضوح أن جيلا جديدًا يتبلور فى منطقة الخليج، وأن روحًا تتخلق تبحث عن الحياة، يعتبر الاحتفال هو الأول من نوعه فى الرياض، لذلك كانت الدهشة والسعادة هما العنوان الرئيس للجمهور المستمع، كتبت مغردة سعودية اسمها «جميلة» على حسابها فى «تويتر»: «ليلة رائعة وأصوات ولا فى الخيال»، بينما كتبت مغردة أخرى اسمها «حنان»: «أول دويتو بين مغنى ومغنية على مسرح فى الرياض».
فى تقديرى أن تلك الفتوحات ما كان لها أن تتم لولا حالة جديدة تعيشها السعودية، ومحاولة جادة لإحداث نقلة نوعية فى صورتها الثابتة لسنوات طوال، هذا من جانب، أما الجانب الآخر فهو الإمكانيات الفذة التى تضمها مصر فى مجالات مختلفة، سواء الفن أو الرياضة واللاعب محمد صلاح نموذجًا، أو حتى المجالات العلمية كالطب مثلًا وأسماء فى وزن الدكتور مجدى يعقوب.
إن التخطيط للاستفادة من إمكانيات الموهوبين فى مصر ليكونوا سفراء فوق العادة لبلادنا بات أمرًا ضروريًا، سواء على المحيط العربى أو الأفريقى، هناك حاجة ملحة للتواصل وتبادل الخبرات وزراعة وعى جديد يؤدى إلى وجدان سليم، فعندما نتأمل دول حوض نهر النيل على سبيل المثال، نجد أنه من المهم الترتيب لجولات مكوكية فى مختلف المجالات، وقتها لن نكون فى حاجة إلى تشنجات الساسة على موائد التفاوض فى موضوع مثل سد النهضة، وذلك اعتمادًا على قوة ووزن الوطن فى نظر الآخرين.
السعودية التى تسابق الخطى، استطاعت فى شهور قليلة أن تكون محط أنظار العالم من خلال توجهات جديدة سواء فى الاستثمار السياحى «مشروع نيوم» أو كسرها لمحرمات شاشة السينما، هذا الاتجاه من الممكن له أن يوقف حروبا وينزع ضغائن، ومن المؤكد أنه طريقا واضحا لتقريب الشعوب، ولعل ظهور الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المصرية، وجيشها الأوبرالى العظيم فى الرياض دون تشدد فى غطاء الرأس، يجعلنا مطمئنين إلى أن هناك اتجاه جاد فى السعودية لمواجهة «السلفنة المقيتة» التى عانينا وما زلنا نعانى منها.
يبقى السؤال إلى السلفيين بمصر الذين حرموا علينا شم النسيم والتنفس على شاطىء البحر.. هل ستواصلون تجريفكم للروح المصرية؟ أم ننتظر منكم مراجعات فقهية حديثة تتوافق مع أبجديات الحياة؟ فى ظنى أن المشوار مع السلفيين المصريين ومن يحذو حذوهم مازال طويلًا. وهو ما يتناقض مع رغبتنا الحقيقية فى التقدم وذلك لاختباء متطرف فى كل كتاب مدرسى.
-----------------
اقتباس: يبقى السؤال إلى السلفيين بمصر الذين حرموا علينا شم النسيم والتنفس على شاطىء البحر.. هل ستواصلون تجريفكم للروح المصرية؟ أم ننتظر منكم مراجعات فقهية حديثة تتوافق مع أبجديات الحياة؟