قال الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير "البوابة نيوز": إن العالم يواجه تحديات كثيرة أمام وقف تمويل الإرهاب، مطالبًا بحصار الدول والجماعات التي تموله.
وأضاف خلال حواره مع إيزيس جريس على إذاعة "مونت كارلو"، على هامش ندوة "التحديات الجديدة لمكافحة وتمويل الإرهاب"، التى نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط فى العاصمة الفرنسية باريس، أنه عندما تأتي أموال في حقائب دبلوماسية إلى لندن وباريس، ثم توزع على جمعيات منسوبة إلى تنظيم الإخوان الدولي، ويقوم التنظيم بإعادة توزيعها على جمعيات أخرى تمول الإرهابيين بسوريا والعراق، فنحن أمام معضلة حقيقية.
وأشار عبدالرحيم علي إلى أن تنظيم داعش الإرهابي لديه حتى الآن فائض مالي، يقدر بــــ3 مليارات دولار، كما أن تنظيم الإخوان الإرهابي يمتلك أكثر من 60 مليار دولار، وتنظيم القاعدة من 6 إلى 9 مليارات دولار، لافتًا إلى أنه يتم استخدام أشخاص بعيدين كل البعد عن النشاط الإرهابي والإجرامي في شركات توجه كل أرباحها لدعم هذه المنظمات.
وقال "علي": إن مؤتمر باريس لمكافحة الإرهاب يعد احتفالية أكثر من كونه مؤتمرًا، نظرًا للطبيعة الدبلوماسية، التى يتحدث بها المشاركون، لافتًا إلى أن هناك جماعات إرهابية غير "داعش" لم يحددها المؤتمر.
وتساءل عبدالرحيم علي: "لماذا يطلق المؤتمر على نفسه مسمى مكافحة تمويل داعش والقاعدة؟ أليس هناك جماعات إرهابية أخرى أشد خطرًا على العالم؟! فلماذا لم يطلق المؤتمر كلمة عامة كمكافحة جرائم الإرهاب أو جرائم تمويله؟".
وقال: "إن الدول الممولة للإرهاب معروفة للعالم أجمع، لافتًا إلى أن هذا ليس كلامه هو، بل إن ذلك يعلمه الجميع، مضيفا أن مؤتمر باريس لم يحدد تعريفا محددًا للإرهاب بل حاول إمساك العصا من المنتصف، وهذا الأمر الذي دفع مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس إلى تنظيم ندوة لتحديد تعريف للإرهاب".
وطالب عبدالرحيم علي برفع السرية عن حسابات كثيرة، حتى نستطيع أن نكشف تمويل داعش والإخوان والقاعدة، التي يصل حجم تمويلها إلى مليارات الدولارات.
وأضاف: "جمعيات كثيرة تدعي بناء المساجد ومساعدة المحتاجين وتقدم 20% من مدخلاتها لهذا الاتجاه مقابل 80% لتمويل العمليات الإرهابية"، لافتًا إلى أن هناك عملا كبيرا لضبط هذا الزئبق، الذي يتحرك وينتقل بخفاء، فنحن نحتاج إلى خبرات كبيرة وتعاون دولي حقيقي في مواجهته، وهناك أساليب عدة يستخدمها الإرهابيون لنقل الأموال، وذلك يحدث من خلال بعض الدول التي تتعامل مع بريطانيا وأمريكا، لافتًا إلى أن هذه الأموال لا تخضع للتعامل الضريبي، بالإضافة إلى المتاجرة بالآثار، وحدث ذلك في مدينة الموصل العراقية من قبل داعش وفي سوريا أيضًا من خلال بيع القطع الأثرية وتمويل العمليات.
وقال عبدالرحيم علي: إنه حتى الآن لم تستطع الدول والحكومات المكافحة للإرهاب تجفيف منابع تمويله، مشيرًا إلى أن هناك منابع رئيسة للإرهاب، ما زالت موجودة، وهناك دول بعينها لا تريد الاعتراف بوجود دول أخرى تمول الإرهاب علانية وسرًا".