المصريون شعب البركة.. شعب الفطرة.. شعب الدعوة المستجابة.. تأتيهم الأنبياء لأن الصدق هنا باق وإن حاولوا تشويهه.. هنا الأمان باق ولو حاولوا ترويعه.. هنا الإنسان البسيط .. هنا الله بين الغلابة والمحتاجين والمساكين وجوار الأمهات.. هنا حبل المدد موصول من السماء إلى الأرض.. هنا يتجلي معنى العرض هنا حسن الظن بالله وغن لم يكن هناك أسباب.. هنا الباب مفتوح على مصريعيه للضيف.. موصود في وجه العدا، هنا تلبية الندا وصفوف الصلاة، هنا أجراس الكنائس تصدح دون تكميم.. هنا ترميم النفوس بجوار الأولياء.. هنا الإباء في أسمى معانيه، هنا النذر يوفى.. والظل لا يميل والعزم لا يفل.. هنا تحدي الظروف.. هنا حسن الظن بالله يصل إلى أبعد الحدود، وربما إلى الحد التواكل والتكاسل، لكن إذا جد الجد فاقت الصحوة الحد، لذا يبقى لهذه البلد تيمة تميزها فقط، فأمم بعتاد وسلاح هزمت أمم غيرنا، ثم حرافيش هذا الوطن يتجمعون خلف قائد ويقضوا على إمبراطوريات كاملة، ليس مرة ولكن مرات عديدة، عدو أنيابه من حديد خلفه ترسانة عسكرية يغتصب أراضيهم، ويتكلم عن العبور المستحيل ويعبرونه بزوارق مطاطية، دول تمول سد لتمنع المياه وسيول لم نراها من قبل وكأن السماء تقول لنا عندي ماء منهمر بحجم ما في العالم كله، عصابات تزلزل عروش وتسحقها وشعوب تفر من الموت هربا، وهنا شباب يحتضنون الموت من أجل حياة وطنهم، هنا في مصر نتحدث عن فساد ضمائر.. ننادي بعدالة اجتماعية.. نختلف على إدارة.. لكن لا نختلف على وطن ذكر في القرآن 4 مرات صريحا، و25 مرة غير مباشر، هنا أخوال إسماعيل، وأصهار محمد، ومحط أقدام إدريس وإبراهيم ويعقوب ويوسف وعيسى، هنا ولد موسى وحفظه النيل وانشق له البحر بأمر به، هنا بلد الليث ابن سعد وابن الشاطر وابن يونس الفلكي وابن الهيثم والسيوطي والمقريزي.. هنا مصر.. ففرق بين أن تنتقد أسلوب إدارة لحاضر ومستقبل هذا البلد.. وأن تقترب ولو بكلمة من عراقته وأصله.. إنما غيرتنا على ما نحن فيه لأننا نعرف من كنا وكيف كان قدرنا بين الأمم.. نعرف أصلنا جيدا ولا يصح أن يمتطينا من كان يسحب حبل الناقة لأجدادنا.. لأجل هذا نثق أننا سنعود كما عدنا من ذي قبل مرات ومرات.
آراء حرة
ولو لم يبق لي شيء سوى "أني مصري" لاكتفيت
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق