• تشهد الساحة السياسية والحزبية حاليا نقاشا وحوارا بين مجموعة من الأحزاب السياسية التى تشكل كتلة الأغلبية البرلمانية داخل مجلس النواب حول فكرة الاندماج فى كيان سياسى جديد أو إنشاء حزب سياسى يضم كل الأحزاب المتفقة فى الرؤية والهدف، وربما تكون مختلفة فى البرنامج الخاص بها، إلا أن هذه المرحلة قد تستوجب وحدة الهدف أكثر من وحدة البرامج..
• والحوار السياسى الدائر حاليا يستند إلى وجود عدد كبير من الأحزاب السياسية بلغ عددها ما يقرب من110 أحزاب سياسية وأن هذا العدد من الأحزاب قد يعرقل الاتفاق على عمل سياسى مشترك فى مرحلة تحتاج إلى توحيد الجهود ولبناء مصر الحديثة التى يتطلع إليها جميع المصريين..
• وبالتأكيد فإن طرح هذه الفكرة للحوار السياسى والحزبى جاء بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية وقبل بدء فترة الولاية الثانية للرئيس عبدالفتاح السيسى وتجديد ثقة الشعب به والدور الذى لعبته بعض هذه الأحزاب خلال حملات الانتخابات الرئاسية وخلاصة ما أسفرت عنه هذه التجربة من دروس وما بها من سلبيات وإيجابيات..
• وهذا الحوار والنقاش السياسى والحزبى الدائر فى الاجتماعات المغلقة ومن خلال ما تداولته وسائل الإعلام وأيضا السوشيال ميديا كان له أيضا تأثير وانعكاسات على الرأى العام المصرى بصفة عامة والمهتمين بالسياسة وشئون الأحزاب بصفة خاصة رصدت انقساما داخل الرأى العام بين فريقين أحدهما يؤيد هذا الحوار ويدعم فكرة اندماج الأحزاب أو بعضها فى حزب جديد كبير والآخر يرفض فكرة الاندماج ويدعو إلى استمرار التعددية الحزبية الراهنة..
• وهذا الحوار وأثره على الرأى العام كان دافعا إلى قيام حزب مصر الحديثة برئاسة الدكتور نبيل دعبس إلى تكليف فريق عمل من قيادات وأعضاء الحزب وبعض الخبراء المختصين فى العلوم السياسية إلى إعداد دراسة سياسية كاملة تسعى إلى الإجابة عن جميع التساؤلات الدائرة، سواء فى الوسط السياسى أو فى أوساط الرأى العام المصرى.
• ولعل السؤال الأكبر والأهم الذى طرحة رئيس الحزب ونائبه وقيادات الحزب وهيئته البرلمانية برئاسة الدكتورة ألفت كامل هو، هل بناء مصر الحديثة بمفهومها الشامل وبتطلعات الشعب إلى شكل الدولة المصرية الحديثة يبدأ من أهل السياسة والفكر السياسى أم يبدأ من أهل العلم والعلماء؟..
• وأكد رئيس حزب مصر الحديثة أن التعريف الحقيقى للحزب السياسى هو تنظيم قانونى يسعى للوصول للحكم وفقا لبرنامج شامل سياسى واقتصادى واجتماعى وأن الحزب يعمل كوسيط بين أفراد الشعب ونظام الحكم والسعى بكل قوة إلى صياغة احتياجات المواطنين ووضع الأطر السياسية والتشريعية لحل مشاكلهم..
• والتجربة الحزبية فى مصر على مدار تاريخها القديم والحديث أثبتت بما لا يدع مجالا للشك عدم الاهتمام الكافى من الأحزاب بأهل العلم والعلماء والسعى إلى خلق شراكة حقيقية بين السياسة والعلم بشرط عدم السعى إلى تسييس العلم ولكن وضع برامج للأحزاب تعظم من دور أهل العلم والعلماء..
• فوفقا لهذه الرؤية التى يطرحها للحوار حاليا حزب مصر الحديثة فإن قضية الاندماج السياسى والحزبى ليست هى القضية المركزية، ولكن القضية الأهم هل الاندماج السياسى والحزبى يساهم فى بناء مصر الحديثة الدولة المدنية الديمقراطية أم أن الوضع السياسى الراهن بكل ملامح الصورة الحزبية والبرلمانية هو الذى يساهم فى بناء مصر الحديثة..
• فالدراسة التى يتم إعدادها حاليا من جانب حزب مصرالحديثة والتى سوف تجيب على غالبية الاستسفارات الدائرة فى أذهان المصريين سوف تنير الطريق أمام المتحاورين للتوصل الى أفضل صيغة سياسية ممكنة لرسم مستقبل أفضل لمصر ووضع أسس وركائز جديدة لبناء مصر الحديثة من أجل هذا الجيل والأجيال المقبلة وأن استعانة أهل السياسة بالعلم والعلماء أفضل من تسييس أهل العلم والعلماء..
• وهذه المبادرة من جانب حزب مصر الحديثة تفرض على كافة المؤسسات الصحفية ومنها مؤسسة «البوابة» فتح حوار موسع حول هذه القضية وطرحها على أهل العلم والعلماء أيضا لمعرفة آرائهم ومقترحاتهم والاستماع إلى صوتهم وأن يتحدث أهل العلم والعلماء عن نظرتهم للساحة السياسية دون انخراطهم فى العمل السياسى والحزبى..
• فمن يريد الاندماج فلا وصاية عليه ومن لا يريد الاندماج أيضا فلا وصاية عليه ولكن على الجميع أن يضع نصب عينيه مصلحة الوطن وبناء مصر الحديثة وليس مصلحته الخاصة أو الحزبية لأن العمل الحزبى وسيلة وليس غاية، ولكن العلم وسيلة وغاية معا وبناء مصر الحديثة مطلب وهدف لجميع المصريين.