تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
كان لنقاشات تعددت موضوعاتها فى متن وهامش لقاء نواكشوط مؤخرا من أجل تحقيق أجندة التنمية 2030، ما جعلها محرضا وداعيا لتأسيس «اتحاد الصحافيات المغاربيات لأجل التنمية المستدامة» والذى ستحتضنه مقرا رئيسيا دولة موريتانيا، كون المقترح أنبثق عن رئيسة شبكة صحفياتها، الإعلامية خديجة المجتبى، والتى ستترأس اتحادنا المغاربى، وكان الاجتماع الأول لاعتماد الاتحاد بمعية عضوات مُؤسسات من البلدان المغاربية، وفيه مثلتُ بلدى ليبيا، وسعاد مشاغل من المغرب، وعائشة زيناى من الجزائر، وابتسام جمال من تونس، وكنا توافقنا على أن الأهداف التنموية السبعة عشر لأجندة 2030، تمثل التزاما نؤكد عليه فى خارطة عملنا، والتى تمس فى مرحلتنا هذه قضايا تمر بها دولنا المغاربية، كما عالمنا العربى بأكمله، وعلى ذلك دعونا إلى ربط علاقات التعاون والتبادل مع الجمعيات والمؤسسات والمراكز ذات الأهداف المماثلة، وتبادل الخبرات والتجارب مع الإعلاميين والإعلاميات محليا ودوليا.
وكان لقاؤنا الذى أعده إدارة وقدمه تدريبا مركز «كوثر» للأبحاث والدراسات (تونس)، قد تركز فى ورشاته الأربع بنواكشوط على مواضيع: المرأة فى خطة التنمية المستدامة، والشراكة بين المجتمع المدنى ووسائل الإعلام، وآليات رصد ومتابعة أجندة 2030 وطنيا وإقليميا، فى إطار العمل على تقليص الفجوة بين الجنسين كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة فى المنطقة العربية، ورغم التزام بلداننا العربية بأجندة التنمية وإقرارها بشمولية ما تنطوى عليه من حقوق للمواطنين، إلا أنها تواجه تحديات فى تطبيق آلياتها، ما يتطلب جهودا وانشغالا واشتغالا أكبر، فالخطة ترتكز على مبدأى الكرامة والمساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين رجالا ونساء، ومحاربة الفقر وضمان استفادة الجميع من الرعاية الصحية والغذاء وتوفير التعليم الجيد، وكون أن هناك علاقة متبادلة بين التنمية والأمن ولن يتحقق أحدهما دون الآخر، يُعد التخفيف من حدة النزاعات وإنهاء الصراعات المدمرة وبناء السلام وترسيخه عوامل أساسية من أجل إنشاء مجتمعات يتحقق لها أن تتمتع بحياة مستقرة آمنة.
وعلى ذلك، تصبح مسؤلية الصحافة والإعلام ودورهما فى الدعم كما المساهمة لتحقيق مبادئ التنمية المستدامة 2030 السبعة عشر، كونها تمس كل مقومات العيش الإنسانى المتطلع لاستدامته، ولعل اضطلاعنا كصحفيات عبر اتحادنا المغاربى مؤخرا وبالتعاون مع فاعلات فى المجال ينشطن فى كل دولنا العربية، ما يُحملنا المسؤلية لمواصلة العمل، فهناك جهودا سابقة لها تاريخها وبما يتوافق مع الميثاق الإعلامى، ما اعتمدته لجنة المرأة التابعة للأمم المتحدة وعنوانه «لنتخطى الحواجز من أجل المساواة بين الجنسين»، عبر معاضدة الجهود المناصرة للمساواة عموما، وبين الرجال والنساء خصوصا، وبنشر المعلومات والأخبار المتابعة لكل ما ينجزنه، وتقديم النماذج منهن كما تعزيز خلق القيادات والقدوة، والتصدى للصور النمطية التى حُبست فيها النساء بإظهارهن فى وسائل الإعلام المختلفة مُعزازات بتجاربهن المُبادرة وخبراتهن التى حققت نتائج فى محيطهن، رغم الظروف غير الملائمة، ومن ذلك يصبح دور الإعلام المحلى -المناطقى- فى مقاربة أوضاع النساء ورصد أحوالهن المعيشية، إذ تجرى العناية والرعاية فى أغلبها لنساء المراكز من أخبار وتثقيف ومناشط، ويحظين بحضور لافت يلغى وينفى مثيلاتهن فى الأطراف، ما يجعل مهمة الإعلام عاجلة ولازمة لرأب هذا الصدع فى آلية العمل التنموى، ولعل المكسب التقنى بما أتاحته وسائل الاتصال الحديثة، ومع توفر المحطات الإعلامية المحلية ما يسهل المهمة بتدريب وإشراك عناصر من الفاعلات بمناطقهن واللاتى كسرن الحاجز المجتمعى، الذى يُنمط أدوارهن فى الاضطلاع بالتحسيس بقضايا المرأة وطرق تناولها إعلاميا (صحافة وراديو وتليفزيون)، وكيفية التواصل مع قيادات رائدة فى مجالات مختلفة، كالتعليم والصحة والبيئة والثقافة والآداب، ليقدمن تجربتهن ويتقدمن مُشاركات كتواصل بين الأجيال فى الدفع باتجاه تحقيق خطة التنمية بمبادئها وغايتها.