استدعت وزارة الخارجية اللبنانية أمس الجمعة ممثلة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار اعتراضاً على سلوك المفوضية، بسبب إصدارها بياناً مخالفاً للسياسة العامة اللبنانية.
وقالت الخارجية في بيان إنه بناء على تعليمات وزير الخارجية والمغتربين، استدعى مدير الشؤون السياسية والقنصلية السفير غادي الخوري المسؤولة الأممية جيرار على خلفية البيان الصادر عن المفوضية يوم أمس الخميس الخاص بعملية عودة حوالى 500 نازح سوري من منطقة شبعا جنوب لبنان إلى بلدة بيت جن السورية.
وأضافت أن المفوضية أكدت في البيان أنها "لا تشارك في تنظيم هذه العودة أو غيرها من حركات العودة في هذه المرحلة نظراً للوضع الإنساني والأمني السائد في سوريا" مؤكدة في الوقت نفسه "احترامها القرارات الفردية للاجئين بالعودة إلى بلدهم الأصلي عندما تتخذ دون ضغوط".
وأشارت إلى أن السفير الخوري أثار مع المسؤولة الأممية "سلوك المفوضية لجهة إصدارها بياناً مخالفاً للسياسة العامة اللبنانية المنسجمة بالكامل مع المبادئ الإنسانية والقانون الدولي والتي تقضي بالعودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين إلى بلدهم".
وقالت الخارجية إن مضمون بيان مفوضية اللاجئين "يزرع الخوف والتردد في نفوس النازحين السوريين الذين قرروا طوعياً وبملء إرادتهم العودة إلى بلدهم كون الوضع الأمني في معظم مناطق سوريا بات يسمح بالعودة".
وشددت الخارجية اللبنانية على ضرورة "تماهي البيانات الصادرة عن المفوضية مع مستجدات الوضع السوري وأولويات الحكومة اللبنانية وعلى وجوب الامتثال للاصول الدبلوماسية وتحفظ المفوضية عن إصدار بيانات تعرقل عملية العودة".
وكانت وزارة الخارجية اللبنانية قد أصدرت بياناً يوم الأول من أمس الخميس أعربت فيه عن أسفها لمضمون البيان الذي صدر عن مفوضية اللاجئين والذي قالت إنه "لا يشجع حتى على نموذج صغير للعودة الطوعية" معربة عن مخاوف "من وجود سعي جدي للتوطين عبر زرع الخوف والتردد في قلوب النازحين وتعمد عرقلة عودتهم".