تعمد السلطات الإيرانية إلى محاولة إحكام قبضتها على الأكراد المتواجدين في شمال العراق، عبر تنفيذ العشرات من عمليات الاغتيال بحق مسؤولين وقادة في الأحزاب التي تعلن مناهضتها لسياسة طهران.
ويفيد تقرير نشره موقع "نقاش" الإخباري في العراق، أن إعلام إقليم كردستان بات بشكل يومي يشير إلى عمليات اغتيال بتنفيذ أيادٍ إيرانية، مؤكداً أن "إقليم كردستان لم يعد منطقة آمنة لتلك القوى".
ويتهم مسؤول العلاقات في حزب حرية كردستان (باك) السلطات الإيرانية بتدريب محاولة اغتيال الأمين العام للحزب حسين يزدان بنا في شهر أبريل الجاري.
والحزب يعتبر أحد الفصائل الكردية الإيرانية التي شاركت منذ عام 2014 في المعارك ضد داعش إلى جانب قوات البيشمركة في إقليم كردستان العراقي.
ويقول مسؤول العلاقات: "فر الشخصان اللذان قاما بالهجوم ولم يتم القبض عليهما حتى الآن، لكننا متأكدون من أنها كانت محاولة اغتيال وأن الجانب الإيراني هو المسؤول عنها، مثل الاغتيالات التي قامت بها خلال الفترة الماضية".
ويوضح التقرير أن الأحزاب الكردية المناهضة لإيران تتواجد في إقليم كردستان منذ عقود، وبعد عام 1991 اتفقت هذه الأحزاب مع القوى الكردية في الإقليم على البقاء في مقراتها في مدن كردستان والعمل بحرية شريطة عدم القيام بنشاطات عسكرية ضد إيران.
ولا تقتصر محاولات الاغتيال وخطف قادة وكوادر الأحزاب الكردية الإيرانية على المحاولة التي تعرض لها حسين يزدان بنا فقط، بل شهد إقليم كردستان خلال الشهرين الماضيين مقتل وإصابة كوادر وقادة عدة من الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وهو أبرز تلك الأحزاب.
ويعد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني من أقدم الأحزاب الكردية هناك وهو يعادي السلطة الإيرانية منذ أمد بعيد، وشن أكثر من مرة هجمات مسلحة على مصالحها في السابق.
ويوضح مسؤول العلاقات في الحزب الديمقراطي في أربيل محمد صالح قادري أن "بناءً على متابعاتنا فإن جميع الحوادث هي محاولات اغتيال تقف وراءها إيران"، مضيفاً "تقوم إيران بتلك العمليات لمعاداة الأحزاب المعارضة لها، ولذلك علاقة بالنشاطات الكثيرة والمؤثرة لتلك الأحزاب وهي تريد التقليل من شأنها".
وتعقيباً على ذلك، أكد مسؤول جمعية حقوق الإنسان في كردستان، ارسلان يار احمد، أن إيران "نفذت عملياتها عن طريق عناصر في جيش القدس ومرتزقة وتم إلقاء القبض على بعضهم من قبل الأحزاب واعترفوا خلال التحقيقات بأنهم كلفوا بالقيام بتلك العمليات".
وفي السياق نفسه، كان الحزب الديمقراطي الإيراني أشار في بيان له بعد اغتيال أحد كوادره أنه "تم إلقاء القبض على خمسة متهمين .. بينهم مخطط العملية الذي اعترف بالتخطيط لعملية الاغتيال بطلب وتنسيق مع جهاز الإطلاعات الجاسوسي والقاتل للجمهورية الإسلامية".
وذكر ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في أربيل ابراهيم زيوائي أن توسع النفوذ الإيراني "بات كبيراً في المنطقة ولا سيما بعد أحداث السادس عشر من أكتوبر الماضي التي أطلقت يد طهران في المنطقة تماماً".
وبحسب موقع "نقاش" فإنه يسجل في ذلك التاريخ انطلاق الشرارة في 16 أكتوبر لهجوم الجيش العراقي وميليشيا الحشد الشعبي على المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد، فيما تتحدث مصادر عديدة عن أن إيران كانت الداعمة والسبب في عودة تلك القوات إلى المناطق التي كانت تحت سيطرة قوات البيشمركة.