تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
تقومُ نظريةُ السخرية على الاستهزاء بالأشخاص والجماعات والأعداء الذين يدبرون المؤامرات للدولة المصرية، باستغلال ميل الشعب المصرى بطبيعته إلى السخرية، مما وجد على جدران المعابد وما هو مرسوم على البرديات الفرعونية القديمة التى كان يسخر فيها المصريون القدامى من أعدائهم، فيظهرونهم غايةً فى الضعف والهُزَال وذوى شعر طويل يجعلهم أقرب للنساء منهم إلى الرجال، ويُظْهِرُ القادة العسكريين المصريين غايةً فى القوة وهم يمسكونهم من شعرهم فى مشهدٍ يُعد استعراضًا للقوة بامتياز.
والسخرية تُعد سلاحًا مقبولًا لدى المصريين ضد أعداء الدولة المصرية – وليس ضد رموزها وأيقوناتها- على مر الزمان أيًّا كانوا هؤلاء الأعداء، سواء من الهكسوس أم التتار أم المغول أو الصليبيين أو غيرهم على مر الزمان، كما كان سلاحُ السخرية سلاحًا فاعلًا ضد جماعة «الإخوان» إبان حكم المعزول محمد مرسى ومكتب الإرشاد الذين أثبتوا أن ولاء الجماعة ليس لمصر بل لتنظيم دولى لا نعلم عنه شيئًا، والذين أثبتوا عداءهم الشديد لهذا الشعب الذى انتخبهم وأوصلهم بأكثرية إلى مجلس الشعب، وأوصل مرسيّهم إلى سُدة الحكم فى مصر، والآن هم يذيقون هذا الشعب الويل والثبور وعظائم الأمور من قتلٍ وتفجيرٍ وإرهاب عقابًا له على ثورته عليهم.
وفى هذه السلسلة من المقالات نعرض ما توصلت له مع تلميذتى د. إنجى محمد سامى من خلال دراسة علمية على قدرٍ كبير من الأهمية، قمنا خلالها بتحليل صفحة من صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» أثناء حُكم الجماعة للدولة المصرية، وهذه الصفحة هى صفحة «أنا إخوان أنا مقطف بودان»، والتى نشرت 88 كاريكاتورًا يتعلق بجماعة «الإخوان» وتيارات الإسلام السياسى خلال فترة التحليل وهى الرسوم التى اقتبستها الصفحة من رسامين فى جرائد أخرى وجاء البعض الآخر من إنتاج الشباب القائمين على الصفحة.
سخرت الصفحة من الرئيس «المعزول» محمد مرسى وجماعة «الإخوان» بشكلٍ واضح من خلال الكاريكاتور والمواد الصحفية الأخرى وأبرزها مواد الرأى مثل المقالات التى يكتبها مجموعة من الشباب القائمين على الصفحة وكذلك نشر الأخبار التى تتعلق بأكاذيب «الإخوان» وفضحهم أمام الرأى العام والتصوير الحى من قلب الحدث.
ومن بين أهم الرسوم الكاريكاتورية التى تناولتها الصفحة وناقشت عديدًا من القضايا المهمة كاريكاتور يسخر من مرسى وتحدثه باللغة الإنجليزية؛ حيث يوضح الرسام تبعية مرسى لمرشد الجماعة، فنجد الكاريكاتور بعنوان «الرئاسة تطلب من الجامعة الأمريكية أستاذًا فى اللغة الإنجليزية لمنح الرئيس كورسًا مكثفًا»، وفى التعليق على الرسم نجد مرسى يتحدث مع المرشد، ويقول له المستر روحنى من الكورس وقالى متجيش تاني.. لو أبو الهول فهم ماليزي.. تبقى أنت تتكلم إنجليزي»، ويوضح هذا الكاريكاتور الغباء الذى يصاحب مرسى وكذلك تبعيته للمرشد وعدم تمكن رئيس جمهورية مصر من التحدث باللغة الإنجليزية، وذلك بالرغم من ابتعاثه إلى الولايات المتحدة على حساب الدولة المصرية.
وركزت الصفحة فى عديدٍ من الرسوم على توضيح تبعية مرسى للمرشد وخيرت الشاطر وحجمه الحقيقى فى إدارة البلاد، ومن ذلك كاريكاتور يجسد مرسى يجلس فوق كرسى العرش وهو حجمه صغير جدًا ويقف بجانبه المرشد وهو ضخم، وكاريكاتور يجسد مرسى وهو يكتب خطاب حب وذلك للسخرية من خطابه الذى تحدث فيه عن الأحضان والحب الذى سنعالج به مشاكلنا، وكاريكاتور آخر يصور مرسى وهو يرقص وبديع يطبل له، وكاريكاتور يجسد مرسى وهو فى صورة عفريت ثورة 25 يناير ويقول «شبيك لبيك فتنة ولا فوضى ولا إرهاب»، وهو الكاريكاتور نفسه الذى يجسد شيخ الأزهر بجانب البابا للتأكيد على أن الوحدة الوطنية فى مصر لن تتأثر بألاعيب مرسى وسرقة الثورة.
وتظهر شخصية «أساحبي» فى كثير من الرسوم التى تناولت «الإخوان» على مواقع التواصل الاجتماعى ومنها على سبيل المثال:
- كاريكاتور لشخصية «أساحبي» وهو يتحدث مع سيدة تمثل مصر ويقوم «أساحبي» بدور الطبيب ويقول للسيدة «عندك أخونة فى المفاصل».
- كاريكاتور لمذيعة تسأل حرامي: «مصر قبل الثورة غير مصر بعد الثورة؟» فيرد الحرامى ويقول «طبعًا.. الأول كنا بنشتغل بالليل دلوقت ليل ونهار»، وهنا يرد «أساحبي» ويقول «وعشان كدا حسينا بالتغيير».
- «أساحبي» وهو يقول الوصايا العشر التقليدية: «لا تقتل، لا تكذب، لا تسرق،... الخ ويستطرد «كان ممكن اختصارها فى وصية واحدة وهى لا تكن إخوان مسلمين»، ليوضح ذلك الكاريكاتور ارتكاب الجماعة لجرائم القتل والسرقة والكذب.
- كاريكاتور لمرسى وهو يتحدث مع «أساحبي» ويقول له «أنا نجحت بالعافية ومحدش يجيبلى شوية توقيعات ويقولى مع السلامة»، فيرد أساحبى ويقول «يعنى إيه؟» ثم يكمل مرسى «يعنى خلو عندكو دم استنوا لما خيرت يلم فلوسه اللى صرفها عليا وعلى الحملة بتاعتي»، ويكشف ذلك الكاريكاتور بكلمات بسيطة ألاعيب «الإخوان» فى التعامل مع الحملة الرئاسية وعدم خوفهم على مصلحة البلاد.
- كاريكاتور يصور تيارات الإسلام السياسى وهى تقوم بتغيير ملامح الرسوم الفرعونية لتجعل السيدات يرتدين نقابًا والرجال يرتدون الزى الإسلامي، وهنا يسخر «أساحبي» ويقول للذى يقوم بتغيير الرسوم: «إلحق يا حاج فى فرعون بشورت هناك أهوه».
وسخرت الصفحة فى عديدٍ من الرسوم التى نشرتها من مرسى وعدم إحساسه بالمسئولية ومن ذلك: رسمٌ يجسد مرسى وهو يجلس على شاطئ وأمامه شخصٌ يغرق وهو يقول له، «يا راجل تغرق إيه أنت هتسمع كلام الإعلام الفاسد»، وهو الكاريكاتور الذى يرمز إلى أن البلاد تغرق وتنهار وهو وجماعته يتمسكون بأنه كلام الإعلام المأجور الفاسد ولا يواجهون الحقيقة، وكاريكاتور آخر لمرسى وهو يقول «والله أنا فضيحة»، وكاريكاتور يجسد مرسى وهو يعلن عن «عرض النهضة» وهو «اخطف جندى واحصل على اتنين هدية مع ضمان حسن التفاوض والمعاملة»، وهو الكاريكاتور الذى يوضح مسئوليتهم عن خطف الجنود الذى تم بعلم مرسي، وكاريكاتور يسخر من مرسى وشرعيته الوهمية فيجسده وهو يحمل صندوقا لتلميع الأحذية ويرتدى ملابس مهلهلة ويقول «أنا جاى بالصندوق».
إن السخريةَ من جماعة قمةٍ فى «المسخرة» كان السلاحَ الأهم للتعامل مع جماعة «الإخوان» على شبكات التواصل الاجتماعي، وكانت السخريةُ هى سببًا مهمًا فى إزاحة الجماعة عن سُدة الحكم، لأن السخريةَ كانت محكومةً بمعياريْن: أولهما أنها انطوت على مخزونِ خِفْةِ دمِ المصريين من عهد الفراعنة حتى الآن، وثانيهما أن المصريين تعاملوا مع «الإخوان» كأعداء مثلهم مثل الهكسوس والرومان والمغول والتتار.
المصيبة أن «الإخوان» فاكرين إن دمهم أصبح خفيفًا مؤخرًا وبيحاولوا يتعلموا فينا السخرية، وأقول لهم لن تنتصروا على المصريين فى هذا المجال، أولًا لأن دمكم «تقيل» وثانيًا كيف يحترف السخرية َمَن كان فى الأساس رمزًا صِرْفًا للمسخرة.
أيها «الإخوان»: يحموكم فى كنكة..!!.