الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

زلات اللسان.. المشكلة والحل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تكررت خلال الفترة الماضية ما يسمى «زلات اللسان» فى أحاديث وتصريحات الكثير من الوزراء، وبعض المحافظين إلى حد أن شملت الظاهرة فى السنوات الأخيرة، مجموعة ليست قليلة من الوزراء «العدل - الإعلام - الكهرباء - الإدارة المحلية، ومن قبل الداخلية».
وقد امتدت الظاهرة لتشمل محافظين عملا فى محافظة واحدة «كفر الشيخ» ولعلها الصدفة، وكان آخرها زلة اللسان الأكثر إثارة باهتمام الإعلام والمجتمع بها، والمتعلقة بوزير التنمية المحلية.
ولعل ذلك يذكرنا بما حدث قبل الثورة أمام مجلس الشعب عام ١٩٨٧ فى مشهد ساخن وصل إلى معركة بالأيادى والأحذية والتراشق بين وزير الداخلية زكى بدر، وعضو مجلس الشعب طلعت رسلان بسبب ما أثارة الوزير ضد فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد آنذاك، وتعرضه بعبارات استفزت النائب الذى أسرع بصفع الوزير ورد الوزير بالحذاء، ولعله الحادث الأكثر سخونة فى تاريخ زلات اللسان فى بلادنا التى يرتكبها «الوزراء».
وللأسف امتدت الظاهرة إلى وزيرين للعدل، كان الأول المستشار محفوظ صابر وزير العدل، والذى صرح بمنع تعيين أبناء عمال النظافة فى وظائف القضاء. أما الثانى فهو المستشار أحمد الزند الذى صرح بأنه «مستعد أن يحاكم النبى إذا ارتكب خطأ».
ولعل الوزير الآخر الذى كان له زلات لسان فهو وزير الثقافة «عبدالواحد النبوي» الذى سخر من إحدى الموظفات أثناء تفقده متحف محمود سعيد بالإسكندرية عندما قال: «أنا عندى مشكلة مع الناس التخينة» قاصدًا إحدى الموظفات.
أما وزير الإعلام الإخوانى «صلاح عبدالمقصود» فكان الأكثر فى زلات اللسان المثيرة للجدل بسبب علاقاتها بالإيحاءات الجنسية الفجة، وغير المهذبة على الإطلاق حيث قال لمذيعة سورية: «أتمنى ألا تكون أسئلتك ساخنة مثلك»، مما أدى إلى تدخل المذيعة وإحراجه.. بالإضافة إلى ما قاله نفس الوزير لإحدى الصحفيات ردًا على سؤال «تعالى وأنا أقولك فين..» فى إشارات وتلميحات غير مهذبة ولا تليق.
ولعل زلات اللسان الأخف والتى أثارت المواطنين هى التى قالها د.محمد شاكر وزير الكهرباء أمام ظاهرة انقطاع الكهرباء المتكررة عام ٢٠١٤ حيث قال الوزير «أنا مش معايا عصايا سحرية» رغم نجاحه بعد ذلك فى حل مشاكل الكهرباء فى مصر.
ولقد امتدت زلات لسان للمسئولين المصريين إلى زلة لسان لمحافظين وبالصدفة أن الاثنين شغلا موقع المحافظ بمحافظة كفر الشيخ حيث رفض الأول اللواء «أحمد زكى عابدين» مهنة عمل المحافظ بعبارات «قاسية» وبأنها «أوسخ شغلانة»، أما المحافظ الثانى «سيد نصر» الذى وصف المعارضين عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة بعبارة «جتكم نيلة» التى أثارت ردود فعل كبيرة.
وبعيدًا عن التاريخ الحديث للمسئولين فى زلات اللسان تلك فإذا كان الأصل فى العمل، واختيار القيادات له قواعد وأصول وشروط فإن اللياقة واللباقة والدبلوماسية والاحترام المتبادل بين الرئيس والمرءوس وكافة تقاليد العمل واللوائح والقوانين وحتى ما يسمى «الاتيكيت»، وغيرها من «البروتوكلات» المعمول بها تحتم على المسئول أو الإنسان أى كان صغيرًا أو كبيراً أن يحترم الآخرين.
وأعرف أن لائحة مجلس النواب والمجالس المحلية رغم وجود حصانة للممارسة إلا أنها مشروطة بالعبارات المهذبة واللائقة وباحترام التقاليد والقوانين وقيم المجتمع، فما بالنا بالوظائف العامة ووظيفة الوزير المسئول.
ولقد أصبح من المهم أن تتم إعادة تأهيل وتدريب كبار المسئولين والوزراء على أداء مهماتهم بنجاح ونقل الخبرات لهم فى دورات خاصة لرفع كفاءتهم، وهو المعمول به فى أرقى الدول وليس عيبًا.
خصوصًا فى ظل دستور عظم الفصل بين السلطات وضرورة احترام المواطنين، وعزز من احترام القوانين وحتى لا ننسى جميعًا المثل الشعبى الذى سمعته من جدتى «فاطمة» وأمى «حورية» رحمهما الله «لسانك حصانك إن صنته صانك، وإن هنته هانك»، ورحم الله الأديب محمود تيمور الذى جمع تراث الأمثال الشعبية فى كتاب ليكون لنا فيه قدوة حسنة، ولعل الإنسان الحق هو من سلم الناس من يده ولسانه.