شن عدوان ثلاثى تتزعمه الولايات المتحدة بالاشتراك مع بريطانيا وفرنسا، صباح اليوم، هجومًا ثلاثيًا على سوريا للقضاء على نظام الأسد بحجة استخدامه للكيماوى فى مواجهته مع المتطرفين على الأراضي السورية، خاصة فى المواجهات الأخيرة في دوما.
جاءت تلك الضربات بشكل مفاجئ صباح اليوم، رغم تراجع ترامب عن قرارته أمس بالتدخل العسكرى فى روسيا وإعلان فرنسا وبريطانيا أنه لم يحن الوقت للتدخل العسكرى وميعاد الضربة غير معروف.
ولعل من المفارقات أن تأتى الضربة العسكرية فى نفس الأيام التى يعيش فيها العرب فى الذكرى الخامسة عشرة لغزو العراق 2003 بنفس القيادة "أمريكية- بريطانية" وكما كانت المزاعم فى 2003 بامتلاك النظام العراقى أسلحة دمار شامل، جاءت المزاعم أيضًا بشن الحكومة السورية ضربات كيميائية على مدينة «دوما»، ولكن هذه المرة لم يحالف أمريكا الحظ كما حالفها فى السابق.
من جانب آخر، قال السفير الروسي في الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، في بيان بشأن الهجوم على سوريا، إن موسكو حذرت من أن "مثل هذه الأفعال لن تمر دون عواقب".
واعتبر السفير الروسي، ما جرى "إهانة للرئيس الروسي (فلاديمير بوتين).. غير مقبولة ومرفوضة"، وليس للولايات المتحدة حق في إلقاء اللوم على دول أخرى.
بدورها، أوضحت وزارة الخارجية الروسية، السبت، أن سوريا تعرضت لهجوم في الوقت الذي كان لديها فيه فرصة لتحقيق السلام.
واعتبرت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية على فيسبوك، قائلة: "في البداية الربيع العربي اختبر الشعب السوري ثم بعد ذلك داعش والآن الصواريخ الأمريكية الذكية هاجمت عاصمة حكومة ذات سيادة تحاول منذ سنوات أن تعيش في مواجهة عدوان إرهابي"، وفق قولها.
وأضافت: "لا بد وأنكم غير أسوياء كي تهاجموا العاصمة السورية في اللحظة التي كانت أمامها فيها فرصة لتحقيق مستقبل يسوده السلام".
وفي الأثناء أعلن قائد الأركان الأمريكي، الجنرال جو دانفورد، صباح السبت، انتهاء الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد برنامج الأسلحة الكيمياوية التابع للنظام السوري.
وأشار الجنرال، إلى أنه ليس هناك في الوقت الحالي خطط لشن عملية عسكرية أخرى، مشددًا على أن حلفاء الولايات المتحدة حرصوا على عدم استهداف القوات الروسية المنتشرة في سوريا، كما أن روسيا لم تتلق تحذيرًا مسبقًا قبل شن تلك الضربات.
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر اليوم، هجومًا صاروخيًا على سوريا استهدف مناطق عدة في محافظتي دمشق وحمص.
وذكرت مصادر عسكرية سورية، أن العدوان الثلاثي الذي استمر لأقل من ساعة استهد نحو 10 مواقع في سوريا تركز معظمها في دمشق وريفها إضافة لحمص وسط البلاد.
وأعلنت وسائل إعلام رسمية سورية، أن الدفاعات السورية تصدت للهجوم وأسقطت عددا من الصواريخ.
واعتبرت دمشق الاعتداء الغربي "انتهاكا فاضحا" للقانون الدولي وأن "مآله الفشل".
وشن الطيران الحربي الأمريكي معززا بأربع طائرات بريطانية وطائرتين فرنسيتين غارات جوية على مواقع تابعة للجيش السوري.
القوات الأمريكية أطلق ما بين 100 و120 صاروخا على مواقع للجيش السوري، حسب مواقع إعلامية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، عن استهداف مركز البحوث في دمشق، و"موقع للأسلحة الكيميائية قرب حمص"، وأكدت أنها اختارت هذه الأهداف للحد من عدد الضحايا بين المدنيين.
وأشارت إلى أن "هذه المرحلة من العمليات قد انتهت"، وأنه إلى الآن ليس لديها أي خطط لغارات جديدة، وأن القرار يعود للرئيس ترامب.