تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
• حظى المرشح الرئاسى السابق المهندس موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد رغم خسارته الانتخابات بتكريم واسع غير متوقع وغير مسبوق لمرشح خاسر فى أى انتخابات سابقة!
• أحيط الرجل بتكريم وتقدير على المستويين الشعبى والرسمى معًا، أعتقد أنه عوضه عوضًا كبيرًا عن خسارة الانتخابات، كما عوض أعضاء حملته ومناصريه عما بذلوه من جهد طوال فترة الانتخابات.
• أحاط المصريون الرجل عبر وسائل التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام بتقدير كبير لمشاركته وترشحه، كما تقدم المرشح الفائز نفسه والرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى بالشكر للمهندس موسى ولأعضاء حملته، وأشاد الرئيس الفائز بوطنية منافسه كما أشاد برقى ورفعة أدائه.
• وفى الانتخابات الرئاسية كان رائعًا أن يتحول التنافس الانتخابى إلى «حوار بين شركاء» بدلًا من أن يكون «تناحرًا بين فرقاء» وأن يجرى كله تحت «المظلة الوطنية» وأن ينحصر هدفه فى تحقيق «المصلحة الوطنية»، بدلًا من أن يكون هدفه إزاحة المرشح الآخر ونفيه واستبعاده والمزايدة عليه.
• وأن يصرح المرشح الخاسر بأنه يهنئ المرشح الفائز بالفوز وأنه يعده بأن يدعمه ويقف إلى جواره، ويؤكد كذلك أنه سيذهب للمرشح الفائز ويقدم له برنامجه الانتخابى.
• كذلك أن يشكر المرشح الفائز منافسه الخاسر، ويثنى على دوره ووطنيته ورقى أدائه ويحاول الاستفادة من برنامجه وأفكاره التى طرحها دون أدنى حساسية ما دام أن الصالح الوطنى العام هو هدف كلا المرشحين، فهذا فى صلب التقاليد الديمقراطية الرفيعة بلا أدنى شك.
• فالرئيس الأمريكى الحالى ينفذ أجزاء ومقترحات من برنامج منافسته الخاسرة خصوصًا ما وعدت به أثناء الانتخابات من تخصيص أكثر من تليريون دولار لصيانة البنية الأساسية الأمريكية، التى لم تحظَ باهتمام مناسب منذ خمسينيات القرن الماضي.
• كما قام الإعلام المصرى عبر قنوات عديدة بالثناء على الرجل ووطنيته وأدائه.
• وأعتقد أن الاحترام والتقدير الذى غمر المصريون به المرشح المهندس موسى يرجع لكونه قدم نموذجًا جديدًا للعمل الوطنى لم نألفه من قبل ويبدو أن الناس فى بلادنا تنتظره وتأمله.
• حيث تقدم الرجل وتحمل وأنفق من ماله الخاص، وتحمل السخافات وهو يعلم النتائج مسبقًا، وهو موقف مضمونه التضحية من أجل سمعة الوطن وإنجاح مرحلة انتقالية لثورة عظيمة أزاحت حكم تنظيم الإخوان الإرهابى، كان المهندس موسى نفسه شريكًا فاعلًا فيها.
• قدم الرجل نموذجًا جديدًا للعمل الوطنى فلم يسعَ إلى مصالح شخصية أو ادعاء أو ميل لزعامة ذائفة أو مزايدة على المنافس أو محاولة إزاحته والتشكيك فيما أنجز من إنجازات ضخمة.
• ويبدو أن ما قام به المرشح المهندس موسى هو ما يحتاجه مجتمعنا وما يطلبه من تجرد ووطنية وموضوعية يسعى إلى أن يراها فيمن يمارسون السياسة والعمل الوطنى فى مصر، خصوصًا أن المرشح الفائز أيضًا كان يضحى طوال الوقت بشعبيته فى مقابل مصلحة الوطن فيصدر قرارات خشى غيره أن يصدرها حفاظًا على السلطه طوال ٤٠ عامًا مضت.
• ما صنعه «موسي» وما يصنعه «السيسي» طوال فترته الأولى هو تمامًا ما نحتاجه كمجتمع حتى نعيد للعمل الوطنى اعتباره ومكانته وتجرده وشموخه وقيمته لدى الناس فى بلادنا بعد أن تحول العمل السياسى والوطنى إلى مطية لكل مدعٍ ومزايد وباحث عن مصالح أو ساعٍ إلى فساد.
• وفى رأيى قبل الحديث عن أى إصلاح سياسى فى البلاد نطالب به، لا بد أولًا من تغيير مفهوم العمل السياسى لدى المجتمع، فهو ليس عملًا للشهرة أو لكسب المصالح أو اقتناص عضوية البرلمان أو لتسهيل الحصول على القروض ووضع اليد على الأراضى أو للتخلص من الفقر أو القفز إلى الطبقة الأعلى أو للوجاهة الاجتماعية أو لاقتناص منصب حكومى بقدر ما هو سهر على تقدم الوطن ورفعته وسهر على تحسين أحوال شعبنا ومواطنينا ودراسة المشكلات والسهر عليها وتقديم المقترحات وإيجاد الحلول العملية لها.
• العمل السياسى للأسف تحول إلى عمل جاذب للمدعين وللجهلاء وللباحثين عن دور أو عن الشهرة والمال والمصالح الشخصية الضيقة فكرهه المصريون وابتعدوا عنه وانصرفوا. وهو ما يحتاج منا سياسيين يمارسون السياسة والعمل الوطنى على طريقة «موسى مصطفى موسى» وعلى طريقة عبدالفتاح السيسى الذى يتخذ قرارات قد تفقده شعبيته لكنها تحافظ على الوطن وتصونه.