اعتبر تقرير إخباري أن الرئيس السوري، المدعوم من قبل الحليف الروسي والإيراني، إضافة إلى ميليشيا حزب الله، بات اليوم يعيش نشوة من القوة الفائضة مدركاً أن لا أحد بإمكانه الوقوف بوجهه.
وبحسب تقرير نشره موقع "تايمز أوف إسرائيل"، فإن بشار الأسد يظن اليوم أن بإمكانه فعل ما يشاء من دون أن يردعه أحد، مهما كانت قراراته مميتة.
فعلى الرغم من تأكيد فصيل جيش الإسلام، المتواجد في دوما، موافقته على إجراء مفاوضات مع النظام السوري لمزيد من عمليات وقف إطلاق النار، غابت شمس يوم أمس على استعدادات كشفت مشاهد وصور مروعة لضحايا الكيماوي، أراد النظام السوري إيصال رسالة مفادها أن الفصائل المسلحة، مهما تكن، لم يعد بإمكانها الاستمرار في محاربة الجيش النظامي.
إلا أن السؤال البديهي الذي يمكن طرحه في هذا الإطار، لما كان محتماً على الأسد وجيشه اللجوء إلى السلاح الكيماوي ضد منطقة باتت شبه جاهزة لإعلان النصر فيها وإنهاء المظاهر المعارضة فيها، وكأن النظام كان مدركاً ومطمئناً لما قد يصدر من ردود فعل لاحقاً؟
وتعليقاً على ذلك، يؤكد التقرير أن المسألة الأولى تكمن في أن الأسد يدرك بأنه يمكنه القيام بما فعل.
إذ أن الرئيس السوري، تعقيباً على تصريحات رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بسحب القوات من سوريا قريباً، يدرك بأنه لن يكون هناك من يقف بوجهه لمنع من اتخاذ هذا النوع من الإجراءات الشيطانية.
ولا يمكن التغاضي على الدعم المطلق من قبل روسيا العسكري والدبلوماسي للأسد والإيرانيين وميليشيا حزب الله، بظل عدم وجود قطب قوي آخر لمواجهة موسكو أو طهران في إطار تحديد مستقبل سوريا.
وبناء على ما ذكر، فإن الأسد بدا كأنه يقطف الأخبار الإيجابية بالنسبة إليه بشكل سهل من المحيطين به وشعر أن الولايات المتحدة، والعالم قبل به مجدداً وأعطاه الصلاحية بإعادة "القانون الأسدي" على جيوب المعارضة وبالتالي قصف دوما.
وعليه، فإن الأسد يدرك بأنه باتاً حراً لذبح، وقتل، وقصف والقضاء على أي تواجد للمعارضة مهما كان حجمها، حتى لو وصل الأمر إلى استخدام الكيماوي مرة أخرى.
ولم يستبعد التقرير أن يدفع الأسد ثمن ما اقترفت يداه في دوما، إلا أن الأمر قد يقتصر على بعض صواريخ توماهوك أمريكية على إحدى قواعده العسكرية، من دون أن يتضح أي رؤى بشأن اتخاذ قرارات عقابية أخرى أبعد مما ذكر.
ومن جهة أخرى، لن يتمكن مجلس الأمن في منظمة الأمم المتحدة من اتخاذ أي قرار، طالما أن الروس يدعمون الأسد.
والأسد اليوم أظهر أنه خرق الاتفاقات المسبقة عن إزالة الأسلحة غير التقليدية من ترسانته العسكرية حيث تم الاتفاق عليها بعهد الرئيس السابق باراك أوباما ومع روسيا، بعد هجوم كيماوي سابق وقع في 2013، ولكن من يهتم لهذه الأمور؟
وكانت وسائل الإعلام نقلت عن انتشار لجنود الجيش النظامي في المناطق التي تم الاتفاق على ضرورة خلوّها من القوات العسكرية، على سبيل المثال مرتفعات الجولان، ولكن فائض القوة أعطى الضوء الأخضر للأسد للقيام بما يريده من دون أن يوقفه أحد.
ويشير التقرير إلى أن المشاهد التي خرجت خلال الساعات الأخيرة من دوما ستنعكس بطبيعة الحال داخل ذهن كل معارض بأن هذا المصير الذي ينتظر كل من يعارض النظام، وبالتالي فإن وتيرة الاشتباكات لا بد من أن تهدأ وتنخفض وتيرتها، ليس فقط في دوما والغوطة الشرقية.