الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

هؤلاء هم خصومك يا سيادة الرئيس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

§ أحب د/ مرسي على المستوى الإنساني والإسلامي، وأتمنى له التوفيق في حكم مصر في هذه السنوات الأربع الصعبة، وأن يرزقه الله البطانة الحسنة ويجنبه ما سواها.. رغم أني أرى أنه لم يصل بعد إلى الخلطة السرية الصحيحة لحكم مصر وجمع القلوب على أهداف قومية ووطنية مشتركة، تصلح البلاد وتجمع شتات الشعب المصري الذي مزقته السياسة تمزيقًا.
§ ويؤلمني أن البعض أدخل د/ مرسي والرئاسة في خصومات غير منطقية، ودون مبرر سياسي حقيقي.. تاركين خصوم د/ مرسي الحقيقيين، والذين يؤثرون في رصيده في الشارع المصري بالخصم والسلب.
§ لقد أدخلوا مؤسسة الرئاسة في خصومة مفتعلة مع الصحافة والإعلام.. مع أن أكثر هؤلاء الإعلاميين كانوا مناصرين ومحبين للدكتور مرسي إلى عهد قريب.. وكان يمكن بقليل من الذكاء والحكمة الحفاظ على نصرتهم وتحييد الباقين على الأقل.. وتقليل دائرة العداوة.
§ وكان ينبغي على مستشاري الرئيس الرسميين، وغير الرسميين، أن يذكروه بالحكمة التي قالها الرئيس الأمريكي كلينتون، وهو المعروف بذكائه وشعبيته الجارفة: “,”من غير الحكمة أن تعادي صحفيًّا؛ لأنه سيهاجمك في كل يوم ولن تستطيع أن تفعل معه شيئًا“,”.
§ لقد قال كلينتون ذلك ردًّا على من قال له: “,”كيف ولماذا صبرت على هجوم الصحافة عليك ثلاث سنوات متعاقبة؟“,”.
§ كان ينبغي على مستشاري الرئيس الرسميين، وغير الرسميين، ألا يدخلوه في خصومة تلو خصومة ومعركة تلو معركة.. فضلاً عن تفتيت صف الأصدقاء، وتجميع صف الأعداء والخصوم من حوله.
§ كان ينبغي على مستشاري الرئيس جميعًا أن يدلوه على خصومه الحقيقيين، الذين نراهم ويراهم الجميع كل يوم في الشارع المصري، والذين يخصمون من رصيده في كل يوم ودون هوادة.. وهم:
1) أزمة السولار: التي حولت كل سائق ميكروباص أو تاكسي إلى قناة فضائية معادية تعمل 24 ساعة يوميًّا.. وذلك بسبب وقوفهم كل يوم ساعتين أمام محطة البنزين، أو شرائهم السولار من السوق السوداء.. فضلاً عن مشاكلهم المستمرة مع الركاب بعد مضاعفتهم للأجرة عدة مرات.
2) أزمة البطالة: التي يتحدث عنها كل شاب مصري، والتي طالت ملايين الأسر.. فضلاً عن أولئك الذين كانت لها فرص عمل جيدة ثم ضاعت منهم، فانتقلوا من الغنى إلى الفقر، مثل الذين كانوا يعملون في الاستثمار والسياحة والاستيراد والتصدير.. حتى أنني قابلت ضابطًا بحريًّا تجاريًّا اضطر للعمل كمندوب لتوصيل الطلبات للمنازل؛ ففسخت خطيبته الطبيبة الخطبة.. وهذه الأمثلة لا تعد ولا تحصى.
3) أزمة ارتفاع أسعار السلع: وأرجو أن يراجع مستشارو الرئيس معدلات الارتفاع الهائلة في الأسعار في هذا العام فقط.. وصعوبة الحياة على الأغنياء والميسورين.. فضلاً عن الفقراء، الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت.
4) أزمة انقطاع الكهرباء: فمع كل يوم تنقطع الكهرباء لمدة ساعة عن كل منطقة، لتصيب الحياة فيها بالشلل التام.
§ وقد وجدت أن معظم المحلات التجارية والعيادات في المناطق الشعبية بالإسكندرية قد اشترت مولدات كهرباء ولكنها صدمت صدمة شديدة حينما شق عليها توفير السولار للمولدات.
§ وأرجو من محبي الرئيس ومستشاريه رصد الآثار السلبية لهذا الانقطاع، الذي بدأ هذا العام مبكرًا جدًّا.
5) أزمة انخفاض سعر الجنيه: مما أثر على اختفاء أصناف كثيرة من الأدوية.. وارتفاع أسعار العمرة، وكل ما يتعلق بالعملات الأجنبية، وهذا الأمر له آثار سلبية خطيرة على مشاعر المصري العادي تجاه الحكم.
6) غياب الأمن والأمان في الشارع المصري: فما هو شعور الآلاف الذين سرقت بيوتهم أو سياراتهم أو خطف أولادهم طلبًا للفدية.. أو يتعرضون باستمرار “,” لفِردة“,” البلطجية، أو أولئك الذين قتل أبناؤهم أو أزواجهم .. أو.. أو...؟
§ وما هو شعور أسر الذين قتلوا في حوادث الثأر في القرى، أو الصعيد، وهم لا يجدون من يحميهم أو يدافع عنهم أو يقبض على القاتلين؟.. وما هو شعور الذين استولى البلطجية على أراضيهم عنوة في كل بقاع مصر؟!
§ يا سيدي الرئيس.. أجِّل المعارك مع الصحفيين والإعلاميين، إن كانت هناك ضرورة لمعركة فاصلة معهم.. واهتم بخصومك الحقيقيين الستة الذين ذكرتُهم.. وساعتها سيضطر أي إعلامي أن ينقل نبض الشارع، الذي سيرفع لك القبعة، ويحملك فوق رأسه، ولن يستطيع إعلامي واحد أن يطمس مثل هذه الإنجازات؛ لأنها ببساطة موجودة في الشارع.
§ اهتم بالشارع يا سيادة الرئيس، وأخّر كل معاركك -إن كان لا بد من المعارك- وأنا شخصيًّا أرى أنه لا داعي لهذه المعارك أصلاً.. يمكنك أن تكسب الجميع.. وإن لم تستطع أن تكسبهم فلا تحشد خصومك في صف واحد.. تاركًا ملايين القنوات الفضائية المعادية التي تنطلق في الشارع من البطالة والكهرباء والسولار و.... و.... سيدي الرئيس، هذه نصيحة محب لا يرجو من الدنيا شيئًا.. ولا يريد من السلطة ولا من غيرها شيئًا.