تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
المشهد الأول فى عام ٢٠١١: دولة تمكن منها المُغِرِضون بعد أن حُرِقت أقسام الشرطة والمحاكم واقتُحِمت السجون وكُسر أهم جهاز أمنى فى منطقة الشرق الأوسط، وغاب الأمن والأمان، والتزم العُقلاء بيوتهم، وسيطر الجهلاء ودعاة الدين والسياسيين، الذين أصابهُم العفن على الأوضاع السياسية، وظل الصوت العالى هو الأقوى، وكان الجرح مؤلمًا وغائرًا ولم يندمِل بعد وخُدِع المصريون بشعار أجوف، وهو «عيش، حرية، عدالة الاجتماعية»، لم يرَ المصريون العيش، ولم ينِعموا بالحرية التى خُدعوا بها، ولم تتحقق أى عدالة اجتماعية.. فى نفس الوقت سادت الفوضى واستهِدف التيار الإسلامى المتشدد أجهزة الدولة ومؤسساتها، تظاهرات بلا هدف وهتافات فارغة وخلافات بين السياسيين وآلاعيب الإخوانية طفحت على السطح.. فوضى فى ليبيا وسلاح فى أيدى المواطنين وظهور غريب لميليشيات مُتطرفة و«قطر» تتمادى فى ليبيا وتُمول العناصر المتطرفة وتُسلحهم وتنشُر رجالها للسيطرة على القرار الليبي، وتونس فى مهب الريح بعد توغُل المتشددين فى الحكم، واليمن يدخل النفق المُظلم والصراعات تُشعل الموقف، والعراق تتمكن منه «إيران» وتُهيمن على السياسة والاقتصاد والقرار وكل شيء هناك، وسوريا تشتعل ولا تجد من يُطفئها، ويُصبح مصيرها فى يد وزيرى خارجية أمريكا وروسيا.. وتزايد نفوذ جماعة الإخوان فى بعض دول الخليج وتنامى تأثيرهم، وظهور قوى لـ«الحرس الثورى الإيرانى» فى الدول التى دخلت فى أزمات وفوضى وعنف، والتى يقترب عددها من ٤ دول بحسب تصريحات لقيادات الحرس الثورى
المشهد الثانى فى عام ٢٠١٢ - ٢٠١٣: نجح مُخطط الإخوان فى إشعال المظاهرات وَهُم يستعدون لانتخابات البرلمان، وكانت القوى السياسية عديمة الفائدة لا يوجد لها تأثير، واستحوذ الإخوان وأنصارهم السلفيون على الأغلبية البرلمانية، وسيطروا على التشريع وتحالفوا معًا فى انتخابات الرئاسة وجاء (إخوانى) على رأس السُلطة فى مصر، وشاهدنا الإسراع فى التمكين والهيمنة على كل شيء فى مصر، وكانت التفاهمات مع الأمريكان والقطريين والأتراك واضحة أمام المصريين، ولذا خرج (الإخوانى) الذى حكم مصر بإعلان دستورى ديكتاتورى وكأنه يقول لنا: «أنا رَبُّكُم الأعلى، أنا الحاكم بأمر الله» ويضرب عرض الحائط بالديمقراطية، ولا يعترف بالمحاكم والقضاء، ويتحالف مع الإرهابيين فى سيناء ويُسبب إحراجًا للقوات المسلحة بمنع هدم الأنفاق ويتم الاعتداء على الكنيسة لأول مرة فى التاريخ ويُستهدف الأزهر، وتُستباح الحدود، ويُدِخِلون كميات سلاح وصواريخ والمتفجرات، ويخرج الشعب المصرى للثورة ضده وتنجح بفضل حماية الجيش والشرطة لها، ويأتى رئيس المحكمة الدستورية رئيسًا مؤقتًا للبلاد ثم يبدأ تنفيذ خارطة الطريق الجديدة وعمل دستور جديد واستفتاء الشعب عليه، ولم يهدأ الاخوان وينفذوا عمليات إرهابية.
المشهد الثالث من عام ٢٠١٤ حتى ٢٠١٨: تستمر العمليات الإرهابية عن طريق التنظيم السرى لجماعة الاخوان الإرهابية دون رحمة، لكن المصريين يستمروا فى التحدى، وينتخبون رئيسهم ثم مجلس النواب، وتبدأ مصر مرحلة جديدة فى تاريخها بعد اكتمال بناء مؤسسات الدولة وتشتعل المواجهة مع الإرهابيين وتتزايد المخاطر والتهديدات فى سيناء والحدود الغربية لكن الجيش والشرطة يُسطرون أروع البطولات، ومع استمرار المواجهة تتزايد عمليات البناء ونرى المشروعات القومية الكبرى وتبدأ عملية إصلاح اقتصادى مطلوبة من زمن، لكنها كانت مؤجلة، وتخرج مصر من أزمتها عالميًا ويتزايد تأثيرها وقيمتها ومكانتها وتعود كما كانت صاحبة الرأى السديد فى كل القضايا العربية والإقليمية والدولية.
المشهد الأخير: وَيَا حلاوة المشهد الأخير، تبدأ مصر انتخابات رئاسية جديدة بمشاهد رائعة للمصريين بالخارج، ويبهرون العالم وتعلو كلمتهم، وتُسبب هذه المشاهد صدمة لـ«خوارج العصر»، ويعقد المصريون فى الداخل العزم على فرض إرادتهم أمام العالم، ويحتشدون أمام اللجان الانتخابية ويملأون الصناديق بأصواتهم القاتلة للإرهاب والسامة للإخوان والطاردة للمخاطر التى تحيط بِنَا ومن أجل استكمال البناء والتعمير والتنمية والتطوير نكاية فى المُغرضين، خروج المصريون فى انتخابات الرئاسة وعائلاتهم ومعهم أعلام مصر، وهُم يرتدون «تى شيرتات» مكتوب عليها (تحيا مصر) إنه لمِن دواعى سرورنا وسعادتنا أن نرى هذه المشاهد الأخيرة، التى تمثل سهامًا فى صدور الخونة والمُغرضين الكارهين لتثبيت الدولة المصرية، ولعل هذا «المشهد الأخير» سيكون إعلانًا عن الدولة المصرية الحديثة، التى ستنطلق للأمام نحو التنمية الشاملة والطريق المفروش بالإنجازات والمستقبل المُضيىء بنور شبابها وعملهم الدؤوب وشعارنا (دولة قوية وشعب واعٍ) بإرادة حرة للمصريين الشرفاء الأفاضل الذين حافظوا على أم الدنيا مصر.. حافظوا عليها من التقسيم على يد الخونة الذين ينفذون مُخطط خبيث مِثلهم.
عن (المشهد الأخير) أتحدث، عن جمال المشهد وروعته، انه مشهد عظيم لشعب عظيم خرج ليدلى بصوته فى مظاهرات فى حب مصر ليقول للعالم (نحن هنا، نحن من نُقرر مصيرنا، نحن أسياد أنفسنا) وفوق كل هذا وذاك يقولون: نحن المصريين الذين نصنع تاريخنا بأيدينا ولا نخشى إرهاب أحفاد حسن البنّا، ولا نخاف من تنظيمات سيد قطب، نؤمن بأن وطننا الغالى سنحميه جميعًا جيشًا وشرطة وشعبًا، وسنتصدى للخونة مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات، لعل وعسى نكون مثل الشهداء الأبرار، الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لبقاء مصر.. ولهذا أقول (يا حلاوة المشهد الأخير) يا حلاوتنا وإحنا بنقول كلمتنا وبنرسخ إرادتنا وبننتخب رئيسنا وبنحمى بلدنا وبنتصدى للأعداء، ونحن سعداء بأداء مهمتنا علشان خاطر بلدنا العظيمة.