الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عيد أم بدون ابن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"كل سنة وانتى طيبة يا مامتى وبعودة الأيام تفرحـى وتتهنـى وفـى عيـدك نغنـى ونضرب لك سلام".. تلك الأغنية التى تغنّت بها المطربة وردة بمناسبة عيد الأم، لن يعفو عليها الزمان؛ فقد حفرت فى أذهاننا، حتى إن بعض الأبناء يغنيها لوالدته فى يوم "عيد الأم".
يهلّ علينا مارس، شهر الاحتفالات بالمرأة عامة، والأم خاصة، وفيه تفرح كل أم أكرمها الله بأطفال، وتنتظر منهم الالتفاف حولها فى ذلك اليوم بأى شكل من الأشكال وبأقل الهدايا التى لا تخطر على ذهن ابنها.
فرحة عيد الأم تظهر من خلال قُبلة أو حِضن من طفلها الذى مهما مرت عليه الأيام والسنون يظل ذلك الطفل الذى سهرت عليه الليالى.
وخلال السنوات الماضية فقدت كثير من الأمهات عزيزًا لديهن بأى شكل من الأشكال، ومنهم من أصبحوا شهداء الوطن فكيف سيكون شعور أم الشهيد، هذا العام، وهو بعيد عنها؟
يأتى يوم الحادى والعشرين من شهر مارس فتشعر كل أم بألم لا يضاهيه ألم فى العالم، وأنا واحدة منهن؛ إذ كنت أراقب ابنى من بعيد على مدى شهور وهو يقتطع من مصروفه حتى يستطيع شراء هدية لي.
وتمر الأيام ولا يبقى غير يوم واحد، وألاحظ أن التليفونات زادت مع الهمسات التى تتسرب إلى أذنى، فى الوقت الذى يتفق فيه مع إخوته على نوع الهدية، وقد لا تكفى النقود التى عكفوا على "تحويشها" فتخطر على بالهم فكرة أن يقوموا بطلب زيادة من والدهم، وفى الصباح الباكر أنتظر قدومه على حين يأتى متأخرًا عن مواعيده المعتادة ويصل البيت ويدق جرس الباب ويدخل ويجمع إخوته حوله فى لحظات سرية بعيدة عنى.
يدنو منى بخطوات بطيئة ظنًّا منى أنى لا أشعر بقدومه، لكن قلب الأم الذى يرقص من الفرحة- ليس بسبب الهدية ولكن لحرصه على بث فرحة فى قلبى، ولأنه تذكر هذا اليوم- يقترب منى ويطبع قبلة على جبينى ويشع من وجهه الحب قائلًا: «كل سنة وأنت طيبة يا ماما».
ماذا ستفعل كل أم فى هذا اليوم وهى لا تجد ولدها حولها لأنه سكن بجوار ربه فى السماء، وبإحساس الأم ستجلب الدموع والذكريات هذا اليوم وكأنه حدث فى مثل هذا اليوم؟
من قلب أم فقدت ولدها وابنها البكر أن يكون العيد، هذا العام، هو عيد أم الشهداء، أدعو كل الشباب، خلال تلك الأيام، ألا يتركوا هؤلاء الأمهات يعانين الألم ووحشة الفراق، وأن يقوموا بدور أولادهن الشهداء لكل من فقدت ابنًا لها لأى سبب من الأسباب، عن طريق وردة أو حتى قُبلة؛ حتى لا يعشن لحظات تعاسة بحثًا عمن كان سببًا فى هذا العيد.