السبت 29 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الترانيم الدينية المعربة وكروت المعايدة أبرز مظاهر الاحتفالات بأعياد الميلاد

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلال ساعات من الآن سنكون على موعد مع عام ميلادي جديد، ولذلك كان لزاما علينا أن نتوجه بالتهنئة للشعب المصري عامة، والإخوة المسيحيين خاصة؛ حيث إن هذا اليوم يمثل لهم عيدا.
فعيد الميلاد المجيد يعتبر ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة، ويمثل تذكار ميلاد يسوع المسيح وذلك بدءا من ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر في التقويمين الغريغوري واليوناني غير أنه وبنتيجة اختلاف التقويمين ثلاثة عشر يوما يقع العيد لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليوناني عشية 6 يناير ونهار 7 يناير.
ورغم أن الكتاب المقدس لا يذكر تاريخ أو موعد ميلاد يسوع فإن آباء الكنيسة قد حددوا ومنذ مجمع" نيقيه" عام 325 الموعد بهذا التاريخ، كذلك فقد درج التقليد الكنسي على اعتباره في منتصف الليل، وقد ذكر إنجيل الطفولة ليعقوب المنحول في القرن الثالث" الحدث" على أنه قد تم في منتصف الليل.
على أن" البابا بيوسي" الحادي عشر في الكنيسة الكاثوليكية قد ثبّت عام 1921 الحدث على أنه في منتصف الليل رسميا ؛ ويذكر أيضا أنه قبل المسيحية كان يوم 25 ديسمبر عيدا وثنيا لتكريم الشمس، ومع عدم التمكن من تحديد موعد دقيق لمولد يسوع حدد آباء الكنيسة عيد الشمس كموعد الذكرى، رمزًا لكون المسيح "شمس العهد الجديد" و"نور العالم".
ويعتبر عيد الميلاد جزءا وذروة "زمن الميلاد" الذي تستذكر فيه الكنائس المسيحية الأحداث اللاحقة والسابقة لعيد الميلاد كبشارة" مريم" وميلاد يوحنا المعمدان، وختان يسوع، ويتنوّع تاريخ حلول الزمن المذكور بتنوع الثقافات المسيحية غير أنه ينتهي عادة في 6 يناير بعيد الغطاس وهو تذكار معمودية يسوع. 
يترافق عيد الميلاد باحتفالات دينية وصلوات خاصة للمناسبة، واجتماعات عائلية واحتفالات اجتماعية أبرزها وضع شجرة الميلاد وتبادل الهدايا، واستقبال بابا نويل، وتناول عشاء الميلاد.
علما أن أعدادًا كبيرة من غير المسيحيين تحتفل بالعيد أيضا، وهو عطلة رسمية في أغلب دول العالم وفي الوطن العربي يعتبر عطلة في سوريا ولبنان ومصر والأردن وفلسطين ولأبناء الطائفة في العراق كذلك، ويعتبر عيد الميلاد من أكثر المناسبات التي ينفق عليها البشر مالا، كما يوجد لهذه المناسبة أغاني موسيقية وأفلام ومسرحيات عديدة تتناولها بأبعادها المختلفة. 
يضاف إلى ذلك قداس الميلاد الذي تقيمه احتفاليًا جميع الكنائس، وصوم الميلاد المنتشر في الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، فإن للاحتفال بعيد الميلاد مظاهر اجتماعية واحتفالات عديدة مرافقة. 
حيث يتم تزيين المنازل والكنائس والشوارع الرئيسية والساحات والأماكن العامة في المناطق التي تحتفل بالعيد، بزينة خاصة به عادة يعتبر اللونين الأخضر والأحمر هما اللونان التقليديان للإشارة إلى عيد الميلاد، تطعم أيضا بشيء من اللونين الذهبي أو الفضي ؛ يرمز اللون الأخضر "للحياة الأبدية" خصوصا مع استخدامه للأشجار دائمة الخضرة التي لا تفقد أوراقها، في حين يرمز الأحمر ليسوع نفسه. 
ولا تزال الترانيم التي ألفها "إفرام السرياني" الذي أطلق عليه "شاعر الميلاد" في هذا الصدد متداولة حتى اليوم في الكنائس ذات الطقس السرياني ؛ فيما يخص اللغة العربية فقد وضعت منذ القرن الثامن عشر عدد من القصائد والأناشيد الميلادية الملحنة كقصائد للمطران عبد الله القرائلي المتوفى عام 1724، وعربت أناشيد أخرى مشتقة من أناشيد سريانية، أمثال "أرسل الله" و"سبحان الكلمة اللتين لا تزال مستعملتين بين المسيحيين العرب حتى اليوم".
وفي عام 1992 قامت الفنانة اللبنانية فيروز بإصدار ألبوم يحوي أربعة عشر أغنية وترنيمة ميلادية أغلبها كلمات عربية لألحان عالمية أمثال "عيد الليل" النسخة العربية من أغنية "ليلة صامتة" بالإنجليزية، وتكاثرت بعدها هذه الأغاني خصوصًا "جوقة أغابي" في لبنان وجوقة الفرح" في سوريا، من الألبومات العربية الأخرى لعيد الميلاد ألبوم "ملك في مذود" وألبوم "بيت لحم" وكلاهما من جوقات كنسية، وإلى جانب الأغاني العالمية بلغتها الأصلية أو معربة هناك أيضًا ترانيم ميلادية خاصة بالعرب أمثال "ليلة الميلاد" التي وضعها الأب اللبناني منصور لبكي.

ويعتبر عشاء الميلاد الذي يتم في ليلة العيد أو مأدبة الغداء يومه، جزءا هاما من الاحتفال بالعيد، ولا يوجد طبق موحد يقدم لمناسبة العيد في مختلف أنحاء العالم، بل الأطباق تختلف من بلد إلى بلد باختلاف الثقافات،ولكن بمصر تعتبر لحم الخنزير والأكلات البحرية هي السائدة في هذا اليوم. 
كما أن بطاقات المعايدة جزءا من الاحتفالات التقليدية للعيد، تشمل البطاقات الميلادية صورا "لسانت كلوز" و"رجال الثلج" إلى جانب الشجرة وغيرها من رموز العيد أو بعض الأيقونات الدينية الميلادية كميلاد يسوع، أو نجمة بيت لحم، والحمامة البيضاء، رمزا للسلام على الأرض وللروح القدس، وهناك أيضا البطاقات التي تبتعد عن الرموز الدينية مثل شموع العيد أو الجوارب الخاصة بوضع الهدايا؛ التحية التقليدية للعيد هي "أتمنى لكم ميلادًا مجيدًا وعامًا جديدًا سعيدًا"، ترفق البطاقات عادة مع قصيدة مطبوعة أو نص صلاة قصيرة أو آية من الكتاب المقدس، والبعض الآخر ينأ بنفسه عن الجانب الديني وتقتصر على تبادل التحيات العامة، وغالبا ما يتم تداول هذه البطاقات في الأسابيع السابقة للعيد.
كانت كل ما سبق هي مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد المجيد الذي ينتظره المصريين مسلمين ومسيحيين ليتبادلو فيه برقيات التهاني، متمنين أن تعلو مصر في عنان السماء بمشاركة قطبي الأمة المصرية.